منتدى الشهيد العظيم مارجرجس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الشهيد العظيم مارجرجس


 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تفسير العهد الجديد إنجيل لوقا

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6
كاتب الموضوعرسالة
يوستين21
عضو ملكى
عضو ملكى
يوستين21


عدد الرسائل : 1043
العمل/الترفيه : مراقب مالى
المزاج : هادى
تاريخ التسجيل : 08/03/2008

تفسير العهد الجديد  إنجيل لوقا - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير العهد الجديد إنجيل لوقا   تفسير العهد الجديد  إنجيل لوقا - صفحة 6 Emptyالجمعة يوليو 18, 2008 10:15 pm

يقول الأب ثيؤفلاكتيوس أن السيد المسيح كان يعلم أن الذين لم يصدقوا أعماله لن يصدقوا كلماته.
لقد سبق فأعلن عن نفسه أن المسيح، "واحد مع الآب" (يو 10: 30)، وأوضح أنه ابن داود وربه. لكنهم كانوا يريدون فرصة للحكم عليه لا لإدراك الحق، ومع هذا أعطاهم السيد المسيح فرصة للتوبة، معلنًا لهم الحق، حتى لا يكون لهم عذر فيما يرتكبوه ضده.
1 و قرب عيد الفطير الذي يقال له الفصح
2 و كان رؤساء الكهنة و الكتبة يطلبون كيف يقتلونه لانهم خافوا الشعب
3 فدخل الشيطان في يهوذا الذي يدعى الاسخريوطي و هو من جملة الاثني عشر
4 فمضى و تكلم مع رؤساء الكهنة و قواد الجند كيف يسلمه اليهم
5 ففرحوا و عاهدوه ان يعطوه فضة
6 فواعدهم و كان يطلب فرصة ليسلمه اليهم خلوا من جمع
7 و جاء يوم الفطير الذي كان ينبغي ان يذبح فيه الفصح
8 فارسل بطرس و يوحنا قائلا اذهبا و اعدا لنا الفصح لناكل
9 فقالا له اين تريد ان نعد
10 فقال لهما اذا دخلتما المدينة يستقبلكما انسان حامل جرة ماء اتبعاه الى البيت حيث يدخل
11 و قولا لرب البيت يقول لك المعلم اين المنزل حيث اكل الفصح مع تلاميذي
12 فذاك يريكما علية كبيرة مفروشة هناك اعدا
13 فانطلقا و وجدا كما قال لهما فاعدا الفصح
14 و لما كانت الساعة اتكا و الاثنا عشر رسولا معه
15 و قال لهم شهوة اشتهيت ان اكل هذا الفصح معكم قبل ان اتالم
16 لاني اقول لكم اني لا اكل منه بعد حتى يكمل في ملكوت الله
17 ثم تناول كاسا و شكر و قال خذوا هذه و اقتسموها بينكم
18 لاني اقول لكم اني لا اشرب من نتاج الكرمة حتى ياتي ملكوت الله
19 و اخذ خبزا و شكر و كسر و اعطاهم قائلا هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم اصنعوا هذا لذكري
20 و كذلك الكاس ايضا بعد العشاء قائلا هذه الكاس هي العهد الجديد بدمي الذي يسفك عنكم
21 و لكن هوذا يد الذي يسلمني هي معي على المائدة
22 و ابن الانسان ماض كما هو محتوم و لكن ويل لذلك الانسان الذي يسلمه
23 فابتداوا يتساءلون فيما بينهم من ترى منهم هو المزمع ان يفعل هذا
24 و كانت بينهم ايضا مشاجرة من منهم يظن انه يكون اكبر
25 فقال لهم ملوك الامم يسودونهم و المتسلطون عليهم يدعون محسنين
26 و اما انتم فليس هكذا بل الكبير فيكم ليكن كالاصغر و المتقدم كالخادم
27 لان من هو اكبر الذي يتكئ ام الذي يخدم اليس الذي يتكئ و لكني انا بينكم كالذي يخدم
28 انتم الذين ثبتوا معي في تجاربي
29 و انا اجعل لكم كما جعل لي ابي ملكوتا
30 لتاكلوا و تشربوا على مائدتي في ملكوتي و تجلسوا على كراسي تدينون اسباط اسرائيل الاثني عشر
31 و قال الرب سمعان سمعان هوذا الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة
32 و لكني طلبت من اجلك لكي لا يفنى ايمانك و انت متى رجعت ثبت اخوتك
33 فقال له يا رب اني مستعد ان امضي معك حتى الى السجن و الى الموت
34 فقال اقول لك يا بطرس لا يصيح الديك اليوم قبل ان تنكر ثلاث مرات انك تعرفني
35 ثم قال لهم حين ارسلتكم بلا كيس و لا مزود و لا احذية هل اعوزكم شيء فقالوا لا
36 فقال لهم لكن الان من له كيس فلياخذه و مزود كذلك و من ليس له فليبع ثوبه و يشتر سيفا
37 لاني اقول لكم انه ينبغي ان يتم في ايضا هذا المكتوب و احصي مع اثمة لان ما هو من جهتي له انقضاء
38 فقالوا يا رب هوذا هنا سيفان فقال لهم يكفي
39 و خرج و مضى كالعادة الى جبل الزيتون و تبعه ايضا تلاميذه
40 و لما صار الى المكان قال لهم صلوا لكي لا تدخلوا في تجربة
41 و انفصل عنهم نحو رمية حجر و جثا على ركبتيه و صلى
42 قائلا يا ابتاه ان شئت ان تجيز عني هذه الكاس و لكن لتكن لا ارادتي بل ارادتك
43 و ظهر له ملاك من السماء يقويه
44 و اذ كان في جهاد كان يصلي باشد لجاجة و صار عرقه كقطرات دم نازلة على الارض
45 ثم قام من الصلاة و جاء الى تلاميذه فوجدهم نياما من الحزن
46 فقال لهم لماذا انتم نيام قوموا و صلوا لئلا تدخلوا في تجربة
47 و بينما هو يتكلم اذا جمع و الذي يدعى يهوذا احد الاثني عشر يتقدمهم فدنا من يسوع ليقبله
48 فقال له يسوع يا يهوذا ابقبلة تسلم ابن الانسان
49 فلما راى الذين حوله ما يكون قالوا يا رب انضرب بالسيف
50 و ضرب واحد منهم عبد رئيس الكهنة فقطع اذنه اليمنى
51 فاجاب يسوع و قال دعوا الى هذا و لمس اذنه و ابراها
52 ثم قال يسوع لرؤساء الكهنة و قواد جند الهيكل و الشيوخ المقبلين عليه كانه على لص خرجتم بسيوف و عصي
53 اذ كنت معكم كل يوم في الهيكل لم تمدوا علي الايادي و لكن هذه ساعتكم و سلطان الظلمة
54 فاخذوه و ساقوه و ادخلوه الى بيت رئيس الكهنة و اما بطرس فتبعه من بعيد
55 و لما اضرموا نارا في وسط الدار و جلسوا معا جلس بطرس بينهم
56 فراته جارية جالسا عند النار فتفرست فيه و قالت و هذا كان معه
57 فانكره قائلا لست اعرفه يا امراة
58 و بعد قليل راه اخر و قال و انت منهم فقال بطرس يا انسان لست انا
59 و لما مضى نحو ساعة واحدة اكد اخر قائلا بالحق ان هذا ايضا كان معه لانه جليلي ايضا
60 فقال بطرس يا انسان لست اعرف ما تقول و في الحال بينما هو يتكلم صاح الديك
61 فالتفت الرب و نظر الى بطرس فتذكر بطرس كلام الرب كيف قال له انك قبل ان يصيح الديك تنكرني ثلاث مرات
62 فخرج بطرس الى خارج و بكى بكاء مرا
63 و الرجال الذين كانوا ضابطين يسوع كانوا يستهزئون به و هم يجلدونه
64 و غطوه و كانوا يضربون وجهه و يسالونه قائلين تنبا من هو الذي ضربك
65 و اشياء اخر كثيرة كانوا يقولون عليه مجدفين
66 و لما كان النهار اجتمعت مشيخة الشعب رؤساء الكهنة و الكتبة و اصعدوه الى مجمعهم
67 قائلين ان كنت انت المسيح فقل لنا فقال لهم ان قلت لكم لا تصدقون
68 و ان سالت لا تجيبونني و لا تطلقونني
69 منذ الان يكون ابن الانسان جالسا عن يمين قوة الله
70 فقال الجميع افانت ابن الله فقال لهم انتم تقولون اني انا هو
71 فقالوا ما حاجتنا بعد الى شهادة لاننا نحن سمعنا من فمه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
يوستين21
عضو ملكى
عضو ملكى
يوستين21


عدد الرسائل : 1043
العمل/الترفيه : مراقب مالى
المزاج : هادى
تاريخ التسجيل : 08/03/2008

تفسير العهد الجديد  إنجيل لوقا - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير العهد الجديد إنجيل لوقا   تفسير العهد الجديد  إنجيل لوقا - صفحة 6 Emptyالجمعة يوليو 18, 2008 10:17 pm

الأصحاح الثالث والعشرون
الصديق المصلوب
من أجل الصداقة التي يطلبها السيد المسيح احتمل الآلام، وقبل المحاكمة، وحمل الصليب، واجتاز الموت، ودفن في القبر حتى يحملنا إليه أصدقاء إلى الأبد.
1. محاكمته أمام بيلاطس 1-7.
2. محاكمته أمام هيرودس 8-12.
3. إصرار اليهود على صلبه 13-25.
4. الصليب وسمعان القيرواني 26.
5. الصليب والنائحات 27-31.
6. صلبه بين لصين 32-43.
7. تسليم الروح 44-49.
8. دفنه 50-56.
1. محاكمته أمام بيلاطس
جاء السيد المسيح ليصالح الإنسان مع الآب، يستر خطاياه بدمه، أما الإنسان فاتهمه أنه مثير للشغب، وصاحب فتنة، إذ يقول الإنجيلي: "قام كل جمهورهم، وجاءوا به إلى بيلاطس. وابتدأوا يشتكون عليه، قائلين إننا وجدنا هذا يفسد الأمة، ويمنع أن تُعطى جزية لقيصر، قائلاً: إنه هو مسيح ملك" [1-2].
يذكر الإنجيلي لوقا الاتهام المدني بكل وضوح، ففي المجمع الديني أُتهم بالتجديف، وهنا أمام بيلاطس كان الاتهام أنه محرض الشعب على عدم دفع الجزية لقيصر وإقامة نفسه ملكًا، مع أنه إذ سُئل قبلاً، أجاب: "أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله"، وحينما أرادوا أن يخطفوه ليقيموه ملكًا، اختفى من بينهم!
يقول القديس كيرلس الكبير: [قادوا يسوع إلى بيلاطس، وهم أيضًا أنفسهم سُلموا للجند الرومان الذين احتلوا أرضهم واقتحموا مدينتهم حيث الموضع المقدس المكرم، وسلم سكانها للسيف والنار. لقد تحقق فيهم نبوات الأنبياء القديسين، إذ يقول أحدهم: "ويل للشرير شر، لأن مجازاة يديه تُعمل به" (إش 3: 11)، ويقول آخر: "كما فعلت يفعل بك، عملك يرتد على رأسك" (عو 15).]
بلا شك سمع بيلاطس عن السيد أنه نادى بتقديم "ما لقيصر لقيصر"، وإذ رأى السيد المسيح إنسانًا معدمًا لا يمكن أن يقيم نفسه ملكًا سأله ربما في استخفافٍ أو كعملٍ شكليٍ:
"فسأله بيلاطس قائلاً: أنت ملك اليهود.
فأجابه وقال: أنت تقول.
فقال بيلاطس لرؤساء الكهنة والجموع:
"إني لا أجد علّة في هذا الإنسان" [3-4].
يقول القديس كيرلس الكبير: [اخترعوا عدة اتهامات، وأثاروها ضد المسيح، اتهامات كاذبة لا يمكن التدليل عليها. لكنهم بهذا أكدوا إنهم أشر من الوثني، فإن بيلاطس برّأه من كل عيب، قائلاً: "إني لا أجد علّة في هذا الإنسان"، هذا ما نطق به ليس مرة واحدة بل ثلاث مرات.]
إذ لم يستطع القادة أن يثيروا الوالي ضده بالمنطق، "كانوا يشدّدون قائلين: إنه يهيج الشعب، وهو يعلِّم في كل اليهودية، مبتدئًا من الجليل إلى هنا" [5].
لعلهم بهذا أرادوا أن يهددوا الوالي بأن الموقف لا يُحد خلال منطقة نفوذه، وإنما أيضًا يمتد إلى مناطق أخرى، فإن لم يحكم هو عليه سيحكم آخر غيره، فيصير الوالي في عيني قيصر متهاونًا في حق قيصر، يترك صانعي الفتنة والشغب بلا محاكمة. ولعله لهذا السبب أيضًا أرسله بيلاطس إلى هيرودس والي الجليل حتى متى برأّه أو حكم عليه يكون معه شهادة والٍ آخر تسنده أمام قيصر. هذا وبحسب القانون الروماني يقف كل إنسان ليحاكم أمام والي منطقته، فلم يرد بيلاطس أن يتعدى اختصاصات هيرودس بالرغم من وجود عداوة قائمة بينهما. وكأن بيلاطس احترم القانون الأرضي برضا وسلمه لوالٍ آخر، بينما لم يحترم قادة اليهود الشريعة الإلهية مسلّمين السيد المسيح للصلب وحكم الموت ظلمًا.
هذا ونلاحظ أن السيد المسيح لم يدافع عن نفسه بكلمة، فقد حسب الحق الذي فيه مُعلن بصمته ولا يحتاج إلى كلمات تشهد له. هذا ما يعلنه الإنجيلي في لقاء السيد المسيح مع هيرودس كما سنرى [9]. إنه جاء ليسحب قلوبنا بحبه لا ليدافع عن نفسه.
2. محاكمته أمام هيرودس
"وأما هيرودس فلما رأى يسوع فرح جدًا،
لأنه كان يريد من زمان طويل أن يراه لسماعه عنه أشياء كثيرة،
وترجّى أن يرى آية تصنع منه.
وسأله بكلامٍ كثيرٍ فلم يجبه بشيء.
ووقف رؤساء الكهنة والكتبة يشتكون عليه باشتدادٍ.
فاحتقره هيرودس مع عسكره واستهزأ به،
وألبسه لباسًا لامعًا، وردّه إلى بيلاطس.
فصار بيلاطس وهيرودس صديقين مع بعضهما في ذلك اليوم
لأنهما كانا من قبل في عداوة بينهما" [8-12].
يلاحظ في هذا اللقاء بين السيد المسيح وهيرودس الآتي:
أولاً: أراد هيرودس أن يتأكد مما سمعه عن السيد المسيح، لذا فرح جدًا أن يراه، لا ليتمتع به ويقتني الحق، وإنما ليشاهد آيات وعجائب، أما السيد فلم يأتِ لاستعراض آيات، وإنما لخلاص النفوس، لذا التزم بالصمت، ولم يجب حتى على اتهامات المشتكين، فاحتقره هيرودس ورجاله واستهزؤا به..
ثانيًا: في محاكمته سواء أمام رئيس الكهنة أو بيلاطس أو هيرودس اتجه إلى الصمت ليتم فيه القول: "لم يفتح فاه، كشاةٍ تُساق إلى الذبح" (إش 53: 7).
v شُبّه بالحمل حتى يُحسب في صمته بارًا غير مذنب.
القديس أغسطينوس
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
يوستين21
عضو ملكى
عضو ملكى
يوستين21


عدد الرسائل : 1043
العمل/الترفيه : مراقب مالى
المزاج : هادى
تاريخ التسجيل : 08/03/2008

تفسير العهد الجديد  إنجيل لوقا - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير العهد الجديد إنجيل لوقا   تفسير العهد الجديد  إنجيل لوقا - صفحة 6 Emptyالجمعة يوليو 18, 2008 10:18 pm

v إنه مثل رائع يدعو قلوب البشر أن تحتمل الإهانة بروح ثابتة. أُتهم الرب وصمت وكان في صمته محقًا لأنه لم يكن في حاجة أن يدافع عن نفسه.
القديس أمبروسيوس
ثالثًا: يعلق القديس أمبروسيوس على الثوب اللامع الذي ألبسه هيرودس إياه، قائلاً: [ألبسه هيرودس ثوبًا أبيض ليشير أن الآلام التي احتملها ليست عن لوم فيه، إذ هو حمل الله الذي بلا عيب، يحمل بمجدٍ خطايا العالم.]
رابعًا: يرى الأب ثيؤفلاكتيوس في الصداقة التي قامت بين بيلاطس وهيرودس من أجل قتل السيد المسيح بعد العداوة التي كانت بينهما توبيخًا لنا، فإن الشيطان وحّد بين المتخاصمين لتحقيق هدفه الشرير، أما نحن فننقسم على أنفسنا عوض الوحدة من أجل خلاص النفوس. أما القديس أمبروسيوس فيرى في هذه الصداقة بين العدوين إشارة إلى الوحدة التي صارت بين شعب إسرائيل والشعوب الأممية، خلال موت المسيح بقبول الكل كأعضاء في كنيسة العهد الجديد.
3. إصرار اليهود على صلبه
أولاً: لا نعجب إن كان السيد المسيح وهو مُتهم ظلمًا قد صمت بينما وقف الأعداء - منهم بيلاطس وهيرودس- يدافعون عنه. لقد شهد بيلاطس: "ها أنا قد فحصتُ قدامكم، ولم أجد في هذا الإنسان علّة مما تشتكون به عليه. ولا هيرودس أيضًا" [14-15]. وعندما أصروا على قتله مرة ومرتين أكدّ لهم: "أي شر عمل هذا؟! إني لم أجد فيه علّة للموت" [22]، فكانوا يصرخون بإلحاح أن يُصلب!
v انتهرهم بيلاطس مقدمًا تبريرًا لنفسه، بالقول: "لم أجد في هذا الإنسان علّة..." هوذا الذين يعرفون الناموس الإلهي ولهم ملامح سامية، قائلين إنهم تلاميذ موسى يطلبون أن يحكموا عليه بالموت، هذا الذي هو بلا لوم بل بالحري رأس ومعلم كل تقوى، هذا الذي يهب مؤمنيه كل فضيلة بمهارة. لقد صاروا بالأكثر مستوجبين العقاب الشديد لأن (بيلاطس) الذي كان من عمله أن يحكم قد برأّه.
القديس كيرلس الكبير
ثانيًا: إذ كان الرب يبذل كل الجهد حتى حياته لأجل تقديم صداقته للبشرية، كانت خاصته ترفضه وتقدم باراباس عنه، إذ: "صرخوا بجملتهم قائلين: خذ هذا وأطلق لنا باراباس، وذاك كان قد طُرح في السجن لأجل فتنة حدثت في المدينة وقتل" [18-19]. أرادوا قتل البار وإطلاق مثير الفتنة القاتل. وكما يقول القديس أمبروسيوس أن كلمة "باراباس" تعني "ابن أب"، وكأن هؤلاء الذين قيل لهم: "أنتم من أب هو إبليس" (يو 8: 44)، قد مثلوا الآن ليفضلوا ابن أبيهم أي ضد المسيح عن ابن الله.
ثالثًا: للمرة الثالثة كانوا يصرخون بأصوات عظيمة ويتوسلون من بيلاطس أن يصلبه،
"فقويت أصواتهم وأصوات رؤساء الكهنة.
فحكم بيلاطس أن تكون طلبتهم.
فأطلق لهم الذي طرح في السجن لأجل فتنة،
وقتل الذي طلبوه وأُسلم يسوع لمشيئتهم" [23-25].
v هذه الصرخات القاسية غير الشرعية قد وبخ بها الرب بإشعياء النبي القائل: "إن كرم رب الجنود، غرس جديد محبوب هو رجل يهوذا، انتظرت حقًا فإذا سفك دم، وعدلاً فإذا صراخ" (إش 5: 7 الترجمة السبعينية). وفي موضع آخر قال عنهم: "ويل لهم لأنهم هربوا عني، تبَّا لهم، لأنهم أذنبوا إليّ، أنا أفديهم، وهم تكلموا عليّ بكذبٍ" (هو 7: 13). وأيضا: "يسقط رؤساؤهم بالسيف من أجل سخط ألسنتهم" (هو 7: 16). لقد قيل أن بيلاطس أصدر الحكم بأن يحقق رغبتهم، فكان ذلك حسنًا في نظرهم، إذ انهزمت إرادة بيلاطس وصدر الحكم... لقد قاوموا وبعنف عارضوا وانتصروا... فأعدّ لهم ذلك فخًا، وكان علة هلاكهم، دفعهم إلى هلاك عنيف لا يتوقف.
القديس كيرلس الكبير
4. الصليب وسمعان القيرواني
"ولما مضوا به أمسكوا سمعان،
رجلاً قيروانيًا كان آتيًا من الحقل،
ووضعوا عليه الصليب ليحمله خلف يسوع" [26].
قلنا أن كلمة "سمعان" تعني "يسمع" أو "يطيع"، و"قيروان" تعني "ميراثًا"، وهي مدينة أممية في ليبيا، فإن سمعان القيرواني يشير إلى كنيسة العهد الجديد التي صارت وارثة خلال طاعة الإيمان، وقد جاءت من الأمم لكي تشارك مسيحها صليبه، وتنعم بهذا الشرف العظيم.
يذكر الإنجيلي يوحنا أن السيد المسيح حمل صليبه (يو 19: 17)، إذ هو علامة ملكه، كقول إشعياء النبي "وتكون الرئاسة على كتفيه" (إش 9: 6). وفي الطريق إذ أراد أن يجعل من كنيسته ملكة تشاركه أمجاده، سُمح لسمعان ممثل الكنيسة أن يحمله. يقول القديس أمبروسيوس: [آن الوقت لكي يرفع المنتصر لواءه، فوضع الصليب على كتفه... حمل الرب لواءه ثم سلمه للشهداء ليرفعوه هم أيضًا: "احمل صليبك واتبعني" (9: 23).]
ليتنا نخرج مع سمعان بالطاعة النابعة عن الإيمان، منطلقين من حقل هذا العالم، لنحمل صليب ربنا يسوع المسيح فنشاركه ميراثه وأمجاده!
5. الصلب والنائحات
"وتبعه جمهور كثير من الشعب والنساء
اللواتي كن يلطمن أيضًا وينحن عليه.
فالتفت إليهن يسوع وقال:
"يا بنات أورشليم لا تبكين عليّ،
بل ابكين على أنفسكن وعلى أولادكن.
لأنه هوذا أيام تأتي يقولون فيها:
طوبى للعواقر والبطون التي لم تلد والثدي التي لم ترضع.
حينئذ يبتدئون يقولون للجبال اسقطي علينا وللآكام غطينا.
لأنه إن كانوا بالعود الرطب يفعلون هذا، فماذا يكون باليابس؟!" [27-31]
إذ كتب القديس لوقا البشير للأمم أراد إبراز مركز المرأة وتقديرها في عيني المسيحية، فإن كان الرجال قد ثاروا ضد الحق، وهاجت الجماهير تطلب صلب البار وإطلاق القاتل، فإن جمهور من النساء كن ينحن على ما حدث، يتبعن السيد في اللحظات المُرّة.
مسيحنا الصديق الحقيقي يلتفت إلى هؤلاء النسوة ليوجه دموعهن من الشفقة البشرية عليه إلى التوبة الصادقة وطلب خلاص نفوسهن ونفوس أولادهن، قائلاً: "لا تبكين عليّ بل ابكين على أنفسكن وعلى أولادكن".
v الرب نفسه بكى على أورشليم، إذ لم ترد أن تبكي هي على نفسها... إنه يريدنا أن نبكي لنهرب (من الهلاك)...
من يبكي كثيرًا في هذا العالم يخلص في المستقبل، لأن "قلب الحكماء في بيت النوح، وقلب الجهال في بيت الفرح" (جا 7: 4). وقال الرب نفسه: "طوباكم أيها الباكون الآن، لأنكم ستضحكون" (6: 21). فلنبكِ إذن إلى زمان، فنفرح إلى الأبد. لنخفْ الرب وننتظره، معترفين بخطايانا، راجعين عن شرنا، حتى لا يُقال لنا "ويل لي... قد باد التقي من الأرض وليس مستقيم بين الناس" (مي 7: 1-2).
القديس أمبروسيوس
هذا ويرى كثير من الآباء أن الحديث هنا موجه إلى كل الأمة اليهودية، إذ دعاهم "يا بنات أورشليم"، معلنًا لليهود أنه يليق بهم أن ينوحوا بالأحرى على ما سيحل بأورشليم. فإن كان قد صدر الحكم الروماني بصلب "العود الرطب" أي السيد المسيح، فسيُسلم اليهود "العود اليابس" لسيوف الرومان، حيث يتم حصار أورشليم ويحطم الهيكل تمامًا.
v دعي نفسه "الشجرة الخضراء" (العود الرطب)، التي تحمل أوراقًا وثمارًا وزهورًا، أما ثماره فهي تعاليمه ونصائحه وإعلان قوة لاهوته في معجزاته الإلهية التي لا يُنطق بها... فقد أقام موتى إلى الحياة، وطهّر برّص، وشفى عميان، وغير ذلك من الأعمال التي مارسها تثير فينا الحمد الكلي الكمال. مع أن هذه هي أعماله فقد أدانه الرومان أو بالأحرى بيلاطس، الذي أصدر ضده حكمًا ظالمًا، وأنزل عليه استهزاءات قاسية. لهذا يقول إن كان القواد الرومان قد صبّوا علىّ مثل هذه الأمور مع أنهم رأوني مزينًا بمجدٍ عظيمٍ كهذا فماذا يفعلون بإسرائيل وقد أدركوا أنه جاف بلا ثمر؟! فإنهم لا يجدون في الإسرائيليين أمرًا عجيبًا يستحق الكرامة أو الرحمة، لذا سيحرقونهم بالنار دون رحمة، ويمارسون ضدهم قسوة عنيفة.
القديس كيرلس الكبير
v دعي نفسه الخشبة الخضراء، ونحن العود الجاف، لأنه هو نفسه فيه الحياة وقوة الطبيعة الإلهية أما نحن البشر فنُدعى العود الجاف.
البابا غريغوريوس الكبير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
يوستين21
عضو ملكى
عضو ملكى
يوستين21


عدد الرسائل : 1043
العمل/الترفيه : مراقب مالى
المزاج : هادى
تاريخ التسجيل : 08/03/2008

تفسير العهد الجديد  إنجيل لوقا - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير العهد الجديد إنجيل لوقا   تفسير العهد الجديد  إنجيل لوقا - صفحة 6 Emptyالجمعة يوليو 18, 2008 10:20 pm

إن كان السيد المسيح "شجرة الحياة" لم يترك هذا العالم إلا بعد أن حمل آلامه من أجلنا وبسبب خطايانا، أفلا ننتظر نحن أن نتألم ونحن كالعود الجاف الذي بلا ثمر في ذواتنا؟! أما عن الأيام التي فيها تطوّب النساء العواقر فقد جاءت أيام حصار أورشليم، حيث أكلت الشريفات أطفالهن بسبب شدة الجوع، كما وصف يوسيفوس المؤرخ اليهودي.
6. صلبه بين لصين
قدم لنا الإنجيلي لوقا وصفًا لصلب السيد جاء فيه:
أولاً: إمعانا في السخرية به صلبوه بين لصين، واحد عن يمينه والآخر عن يساره، فتحقق فيه قول إشعياء النبي "أُحصيَ مع آثمة، وهو حمل خطية كثيرين، وشفع في المذنبين" (إش 53: 12). ويصف لنا الإنجيلي موقف اللصين، قائلاً:
"وكان واحد من المذنبين المعلقين يجدف عليه،
قائلاً: إن كنت أنت المسيح، فخلّص نفسك وإيّانا.
فأجاب الآخر وانتهره، قائلاً: أوَلاَ أنت تخاف الله،
إذ أنت تحت هذا الحكم بعينه؟!
أمّا نحن فبعدل لأننا ننال استحقاق ما فعلنا،
وأمّا هذا فلم يفعل شيئًا ليس في محله.
ثم قال ليسوع: اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك.
فقال له يسوع: الحق أقول لك اليوم تكون معي في الفردوس" [39-43].
v إن كنت قد صُلبت معه كلصٍ، اعرف الله بكونك لصًا تائبًا...
اسجُد لذاك الذي عُلق من أجلك، حتى وإن كنت أنت نفسك معلقًا. انتفع من شرك، واقتنِ خلاصك بموتك. ادخل مع يسوع الفردوس، لتتعلم من حيث سقطت (رؤ 2: 5) .
القديس غريغوريوس النزنيزي
v آمن اللص في الوقت الذي فيه فشل المعلمون أنفسهم تمامًا. فإنه لم يؤمن بكلماتهم، ومع هذا كان إيمانه هكذا أنه اعترف بذاك الذي رآه مسمرًا على الصليب ولم يره قائمًا أو ملكًا.
القديس أغسطينوس
v المسيح نفسه جلب اللص من الصليب إلى الفردوس، ليُظهر أن التوبة لن تتأخر في عملها. لقد حول موت القاتل إلى شهيدًا.
القديس جيروم
v لا نخجل من أن نأخذ هذا اللص معلمًا لنا، هذا الذي لم يخجل منه سيدنا بل أدخله الفردوس قبل الجميع.
v أنا لا أراه مستحقًا للإعجاب فقط بل أطوّبه، لأنه لم يلتفت إلى آلامه، بل أهمل نفسه واهتم برفيقه مجتهدًا أن ينقذه من الضلال، فصار بهذا معلمًا وهو على الصليب... تأمل كيف أنه تمم قانون الرسل. لم يهتم بنفسه فقط بل عمل كل الوسائط على قدر استطاعته كي ينقذ غيره من الضلال ويرشده إلى الحق.
v اللص اعترف فوجد أبواب الفردوس مفتوحة!
v اعترف فتجرأ أن يطلب الملكوت مع أنه لص!
v قل لي أيها اللص كيف تذكرت ملكوت السماوات؟ ماذا حدث الآن وأمام عينيك المسامير والصليب والتهمة والهزء والشتائم؟
فيقول: نعم أرى هذه كلها ولكن الصليب نفسه رمز الملكوت، فلذلك أدعو المصلوب عليه ملكًا، لأنه يجب على الملك أن يموت عن رعيته.
القديس يوحنا الذهبي الفم
v الصليب نفسه إن تأملناه حسنًا هو كرسي للقضاء. فقد جلس الديان في الوسط: لص آمن فخلص، وآخر جدف فدين. بهذا عني أنه ديان الأحياء والأموات، نعم فالبعض عن يمينه والآخر عن يساره.
القديس أغسطينوس
v لقد علق على الصليب الثمين، وعلق معه لصان. ماذا عن هذا؟ بالنسبة لليهود كان هذا من قبيل السخرية حقًا، لكنه كان تذكارًا للنبوة، إذ كتب: "أُحصي مع آثمة" (إش 53: 12). من أجلنا صار لعنة، أي تحت اللعنة، إذ كُتب أيضًا أنه ملعون من عُلق على خشبة (تث 21: 23). لكن هذا العمل بالنسبة له نزع اللعنة عنا، فبه ومعه صرنا مباركين، وإذ عرف داود الطوباوي ذلك قال: "مباركون نحن من قبل الرب خالق السماء والأرض"، إذ حلّت بنا البركة بآلامه. لقد وفى الدين عنا، وحمل خطايانا (إش 53: 6)، ضُرب عوضًا عنا، إذ بحُبره شفينا (إش 53: 5).
v كما قلت عُلق لصان معًا للسخرية به حتى في آلامه التي جلبت خلاصًا للعالم كله، لكن واحدًا منهم بقي في شر اليهود مستمرًا، ناطقًا بكلمات التجديف مثلهم... والآخر أخذ اتجاهًا آخر يستحق بحق إعجابنا، إذ آمن به وهو يذوق أمر العذابات. لقد انتهر صرخات اليهود العنيفة وكلمات من صلب معه. اعترف بخطاياه لكي يتبرر... حمل شهادة للمسيح بلا لوم، ووبخ عجز اليهود عن حب الله، ودان حكم بيلاطس... صار معترفًا بمجد المخلص وديانًا لكبرياء صالبيه.
القديس كيرلس الكبير
v على الصليب سُمرت يدا (اللص) وقدماه ولم يبقَ فيه شيء حر سوى قلبه ولسانه. بوحي إلهي قدم اللص كل ما هو حرّ فيه، وكما هو مكتوب: "لأن القلب يؤمن به للبرّ، والفم يعترف به للخلاص" (رو 10: 10). لقد امتلأ اللص فجأة بالنعمة، وتقبل هذه الفضائل الثلاث التي نطق بها الرسول وتمسّك بها على الصليب، فكان له الإيمان إذ آمن بالله أنه يملك مع أنه رآه يموت مثله، وله الرجاء الذي به طلب الدخول إلى ملكوته، وحفظ المحبة أيضًا بغيرة عند موته، إذ انتهر أخاه اللص رفيقه.
البابا غريغوريوس (الكبير)
v غفر الرب له سريعًا، لأن اللص تاب سريعًا. النعمة أغنى من الطلبة. اللص طلب أن يذكره، أمّا الرب فأجابه (بفيض): "الحق أقول لك اليوم تكون معي في الفردوس". لأن الحياة هي أن تكون مع المسيح، وحيث يوجد المسيح يوجد ملكوته.
القديس أمبروسيوس
ثانيًا: ربط الإنجيلي لوقا بين اسم الموضع الذي صُلب فيه السيد وبين صلبه بين مذنبين، إذ قال: "ولما مضوا به إلى الموضع الذي يُدعي جمجمة، صلبوه هناك مع المذنبين، واحدًا عن يمينه، والآخر عن يساره" [33]. جاء في التقليد أن الموضع دُعي "جمجمة"، لأن فيه قد دُفن آدم رأس البشرية، وكأن الصليب قد رُفع على مقبرة آدم حيث تحولت جمجمته إلى التراب خلال فسادها، وقد صُلب بين مذنبين يمثلان الفساد الحاضر. بمعنى آخر ارتفع المخلص على الصليب لينقذنا من خطية آدم كما من الخطايا الفعلية.
v إذ فسدت البشرية أعلن المسيح جسده، حتى حيث يظهر الفساد يوجد عدم الفساد. لذلك صلب في موضع الجمجمة، الذي قال عنه معلمو اليهود أن فيه قد دُفن آدم.
البابا أثناسيوس الرسولي
v رُفع الصليب في الوسط، كما يُظن فوق قبر آدم.
القديس أمبروسيوس
يرى البعض أن كلمة "جمجمة" مترجمة عن الآرامية "جلجثة"، وقد سميت هكذا لأن شكلها المستدير يشبه جمجمة الإنسان، أو لأنها كانت موضع الصلب فكثرت فيها جماجم المصلوبين.
هذا ويرى أيضًا بعض الدارسين أن السيد المسيح قد صلب بين لصين عوض باراباس الذي كان يجب أن يُصلب كرئيس لهما ورفيقهما ومثيرهما للقتل، فاحتلّ السيد موضع هذا القاتل.
ثالثًا: سجلت لنا الأناجيل الأربعة سبع كلمات نطق بها السيد المسيح على الصليب، منها ثلاث كلمات وردت في إنجيل معلمنا لوقا. هذه الكلمات السبع هي:
أ. ثلاث كلمات قبل حدوث الظلمة:
"يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون" (لو 23: 34).
"الحق أقول لك إنك اليوم تكون معي في الفردوس" (لو 23: 43).
"يا امرأة هوذا ابنك... هوذا أمك" (يو 19: 26-27).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
يوستين21
عضو ملكى
عضو ملكى
يوستين21


عدد الرسائل : 1043
العمل/الترفيه : مراقب مالى
المزاج : هادى
تاريخ التسجيل : 08/03/2008

تفسير العهد الجديد  إنجيل لوقا - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير العهد الجديد إنجيل لوقا   تفسير العهد الجديد  إنجيل لوقا - صفحة 6 Emptyالجمعة يوليو 18, 2008 10:21 pm

ب. كلمة أثناء الظلمة:
"إلهي إلهي لماذا تركتني؟!" (مت 27: 46؛ مر 15: 34).
ج. ثلاث كلمات بعد الظلمة:
"أنا عطشان" (يو 19: 28).
"قد أكمل" (يو 19: 30).
"يا أبتاه في يديك استودع روحي" (لو 23: 46).
هذه الكلمات السبع التي ذكر منها الإنجيلي لوقا الكلمات الأولى والثانية والسابعة، قُدمت جميعها من أجلنا لننعم بها خلال عمله الخلاصي على الصليب. الأولى موجهة لأجل أعدائه ليهبهم الصفح، إذ جاء لينزع العداوة ويهب مصالحة. والثانية قُدمت للص بصفة شخصية، ليؤكد علاقته الشخصية مع كل نفسٍ دون النظر إلى الماضي، والثالثة قُدمت لأمه ويوحنا الحبيب ليعلن رعايته لكل نفس] وعنايته بكل أمورنا. الرابعة حملت نوعًا من العتاب ليكون لنا ملء الجرأة في عتابنا مع الله، والخامسة كشفت عن عطشه نحونا وشوقه نحو الإنسان غير المنقطع. السادسة أعلن نصرة الخلاص، والسابعة قدم لنا تمام الطمأنينة.
رابعًا: فقال يسوع: "يا أبتاه اغفر لهم، لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون" [34].
v قال هذا ليس لأنه غير قادر على الغفران بنفسه، وإنما لكي يُعلمنا أن نصلي من أجل مضطهدينا، لا بالكلام فحسب وإنما بالعمل أيضًا. يقول: "اغفر لهم" إن كانوا يتوبون، فإنه رحوم بالنسبة للتائبين، إن كانوا يريدون أن يغسلوا بالإيمان خطاياهم الكثيرة التي ارتكبوها.
القديس يوحنا الذهبي الفم
v [كان غاية الصليب أن يخلص ويغفر، غير مبالٍ بما يحل به]
لم يتطلع أنه يموت بواسطتهم، إنما تطلع فقط أن يموت لأجلهم!
القديس أغسطينوس
v انظر كيف استمر في لطفه حتى في تعامله مع صالبيه!
القديس يوحنا الذهبي الفم
v اسمحوا لهم أن يتثقفوا بأعمالكم أن لم يكن هناك طريق آخر. قابلوا غضبهم بالوداعة، وعجرفتهم بالتواضع، وتجديفهم بصلواتكم... لنثبت باللطف الحقيقي إننا إخوتهم، ولنتمثل بالرب الذي احتمل الظلم فتتبارون في احتمال الظلم والإهانة والاحتقار حتى لا يكون للشيطان مكان في قلوبكم ينبت فيه عشبه.
القديس أغناطيوس النوراني
خامسًا: "وإذ اقتسموا ثيابه اقترعوا عليها" [34].
إن كان السيد المسيح قد حمل خطايانا، فقد رُفع على الصليب عاريًا ليفتدينا من عار الخطية. قلنا في تفسير مت 27: 35، أن الثياب المقتسمة أربعة أقسام تشير إلى الكنيسة الممتدة إلى أربع جهات المسكونة، أما القميص الذي كان منسوجًا من فوق (يو 19: 23) الذي اقترعوا عليه دون أن يُشق، فيشير إلى الكنيسة التي ينبغي أن تحمل سمة عريسها، فتوجد سماوية (منسوجة من فوق) وبلا انشقاق أو انقسام. هذا أيضًا ما أعلنه القديس كيرلس الكبير.
يرى القديس أمبروسيوس أن الأربعة جنود يشيرون إلى الأربعة إنجيليين، الذين سجلوا لنا ما نتمتع به، أما القميص الذي أُلقي عليه قرعه فيشير إلى أن الروح القدس لا يُوهب حسب استحقاق الإنسان ذاتيًا وإنما هو هبة إلهية مجانية.
سادسًا: إذ ارتفع السيد المسيح على الصليب صار موضع سخرية الجميع، الشعب مع الرؤساء، واليهود مع الجند الرومان، إذ قيل: "وكان الشعب واقفين ينظرون، والرؤساء أيضًا معهم يسخرون به، قائلين: خلص آخرين، فليخلص نفسه إن كان هو المسيح مختار الله. والجند أيضًا استهزئوا به وهم يأتون ويقدمون له خلاَّ. قائلين: إن كنت أنت ملك اليهود فخلص نفسك" [35-37].
أراد الرؤساء أن يسخروا به فاعترفوا بألسنتهم "خلّص آخرين"، ويصير اعترافهم هذا شهادة ضدهم. حقًا لقد جاء لا ليخلص نفسه، إذ هو غير محتاج إلى خلاص، إنما كطبيب يتقدم ليشفي المرضى. وكما يقول القديس البابا أثناسيوس الرسولي: [بالحق أراد المخلص ربنا أن يُعرف مخلصًا لا بخلاص نفسه بل بخلاصه الآخرين. فالطبيب لا يُحسب كذلك بشفائه نفسه، بل بإبراز مهارته مع المرضى. هكذا الرب بكونه المخلص لا يحتاج إلى خلاص نفسه. فليس بنزوله من على الصليب يصير مخلصًا بل بموته. فإنه بالحق يتحقق خلاص عظيم للبشرية بموته أكثر من نزوله عن الصليب.]
لقد قبل أن يشرب الخل، كما يقول القديس أمبروسيوس، لأنه أخذ فسادنا ليسمره على الصليب. أمّا رفضه الخمر الممزوج بالمر، فذلك ليس امتناعًا عن المرّ لمرارته، وإنما لأن المرّ يعطي نوعًا من التخدير، فلا يشعر المصلوب بكل الآلام التي اجتازها. فقد أراد أن يحمل الألم حتى النهاية. أمّا من جهة المرارة فيقول القديس أمبروسيوس: [بالتأكيد أخذ مرارة حياتنا في جسم بشريته.]
سابعًا: "وكان عنوان مكتوب فوقه بأحرف يونانية ورومانية وعبرانية: هذا هو ملك اليهود" [38]. صارت علته تاجًا له يمثل حقيقته الخفية كملكٍ، وكما جاء في سفر النشيد "اخرجن يا بنات صهيون، وانظرن الملك سليمان بالتاج الذي توجته به أمه في يوم عرسه، وفي يوم فرح قلبه" (نش 3: 11).
كُتب العنوان باللغات الرئيسية: اليونانية والرومانية والعبرية، ليعلن أنه بالحق ملك روحي على جميع الأمم، وليس خاصًا باليهود وحدهم كما ظنوا في المسيا المنتظر.
v لاحظ أن مكر الشيطان قد ارتد إليه. لقد كُتبت علّة يسوع بثلاث لغات مختلفة، حتى لا يفشل أحد من المارة به في معرفة أنه قد صلب لأنه أقام نفسه ملكًا. لقد كُتبت باليونانية واللاتينية والعبرية، هذه اللغات التي يعني بها أكثر الأمم قوة (الرومان) وحكمة (اليونان) وعبادة لله (اليهود)، جميعها تخضع لسلطان المسيح.
الأب ثيؤفلاكتيوس
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
يوستين21
عضو ملكى
عضو ملكى
يوستين21


عدد الرسائل : 1043
العمل/الترفيه : مراقب مالى
المزاج : هادى
تاريخ التسجيل : 08/03/2008

تفسير العهد الجديد  إنجيل لوقا - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير العهد الجديد إنجيل لوقا   تفسير العهد الجديد  إنجيل لوقا - صفحة 6 Emptyالجمعة يوليو 18, 2008 10:23 pm

7. تسليم الروح
إن كانت القوى البشرية قد تضافرت معًا لتسخر بالسيد المسيح المصلوب، فإن اللص اليمين استطاع أن يغتصب الملكوت أو ينعم بالصداقة الإلهية على مستوى أبدي. الآن وقبيل تسليم السيد المسيح روحه في يدي الآب تقوم الطبيعة الجامدة بدورها لتشهد لذاك الذي جحدته الخليقة الأرضية العاقلة، حتى آمن قائد المائة الروماني وشهد أيضًا له.
"وكان نحو الساعة السادسة،
فكانت ظلمة على الأرض كلها إلى الساعة التاسعة.
وأظلمت الشمس، وانشق حجاب الهيكل من وسطه.
ونادى يسوع بصوت عظيم، وقال:
يا أبتاه في يديك استودع روحي.
ولما قال هذا أسلم الروح.
فلما رأى قائد المائة ما كان مجّد الله، قائلاً:
بالحقيقة كان هذا الإنسان بارًا.
وكل الجموع الذين كانوا مجتمعين لهذا المنظر
لما أبصروا ما كان، رجعوا وهم يقرعون صدورهم.
وكان جميع معارفه ونساء كنّ قد تبعنه من الجليل،
واقفين من بعيد، ينظرون ذلك" [44-49].
يلاحظ في هذا النص الآتي:
أولاً: بالحساب اليهودي "كانت ظلمة على الأرض كلها من الساعة السادسة حتى التاسعة"، هل لأن الطبيعة قد أرادت أن تعبّر عن استنكارها لما فعله الإنسان بكلمة الله المتجسد؟ أم أرادت بهذه الظلمة أن تسدل ستارًا طبيعيًا على هذا المنظر المفجع؟ أم أرادت أن تعلن أن المصلوب هو خالقها؟! لقد سبق فشهد الأنبياء عن هذا الحدث، قائلين:
"ويكون في ذلك اليوم أنه لا يكون نور، الدراري تنقبض، ويكون يوم واحد معروف للرب؛ لا نهار ولا ليل بل يحدث أنه في وقت المساء يكون نور" (زك 14 :6-7).
"ويكون في ذلك اليوم يقول السيد الرب: إني أُغيِب الشمس في الظهر، وأُقتم الأرض في يوم نور، وأحول أعيادكم نوحًا، وجميع أغانيكم مراثي" (عا 8: 9-10).
"أُلبس السماوات ظلامًا، وأجعل المُسح غطاءها" (إش 50: 3).
v لقد انكسفت الشمس أمام انتهاك المقدسات، لتستر على هذا المنظر الشرير الذي ارتكبوه. عمت الظلمة لتغطي عيون الجاحدين، حتى يشرق نور الإيمان من جديد.
القديس أمبروسيوس
v نعم، انتحبت الطبيعة ذاتها وبها، إذ أظلمت الشمس، وتشققت الصخور، وبدا الهيكل كمن قد اكتسى بالحزن إذ انشق الحجاب من أعلى إلى أسفل.
القديس كيرلس الكبير
ثانيًا: انشق حجاب الهيكل من وسطه، إذ زالت العداوة التي بين الله والإنسان، فانفتح قدس الأقداس السماوي أمام جميع المؤمنين، أعضاء جسد المصلوب. وكما يقول الأب ثيؤفلاكتيوس: [لم يعد قدس الأقداس بعد لا يمكن الاقتراب منه.]
يقول القديس أمبروسيوس إن الحجاب القديم قد انشق، لكي يستطيع اليهود بالإيمان أن يعاينوا السرّ المعلن لنا، فيقبلون الأمم معهم بلا انقسام إلى شعبين: يهودي وأممي، أي لتظهر كنيسة العهد الجديد.
[ راجع الإنجيل بحسب مرقس ص 293-294.]
ثالثًا: "نادى يسوع بصوت عظيم، وقال: يا أبتاه في يديك استودع روحي" [46].
v يستودع الابن روحه (البشرية) في يديّ الآب، إذ يستريح في أحشاء الآب.
يستودع روحه في يديّ الآب، لكنه وإن كان في الأعالي إلا أنه أضاء الجحيم ليخلص الذين فيه...
استودع الروح في يديّ الآب حتى تتحرر السماوات نفسها من قيود الظلمة، ويكون سلام في السماء وتستطيع الأرض أن تتبعها.
أسلم الروح بإرادته... لذا أضاف "بصوت عظيم".
القديس أمبروسيوس
v هذا الصوت يعلمنا أن نفوس القديسين لا تعود تنزل إلى الجحيم كما كان قبلاً بل تكون مع الله، لقد أحدث المسيح بداية هذا التغير.
القديس يوحنا الذهبي الفم
رابعًا: إذ رأى قائد المائة السيد المسيح يسلم روحه بقوة، وسمعه يستودعها بإرادته في يديّ الآب آمن، قائلاً: "بالحقيقة كان هذا الإنسان بارًا" [47]، كما قال: "حقًا كان هذا الإنسان ابن الله" (مت 27: 39). لقد شاهد قائد المائة كثير من المصلوبين يموتون، لكن موت هذا المصلوب كان فريدًا، هزّ أعماق قلبه ليسحبه للإيمان به، خاصة وأنه أبصر بعينيه شهادة الطبيعة له. لقد تحقق قول الرب: "وأنا إن ارتفعت عن الأرض أجذب إليّ الجميع" (يو 12: 32). لقد ارتفع على الصليب فاجتذب اللص اليمين وقائد المائة وكثيرين ممن كانوا يشاهدونه واقفين من بعيد [49].
يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [عظيم هو سلطان المصلوب، فبعد سخريات كثيرة وهزء وتعييرات تحرك قائد المائة نحو الندامة، وأيضًا الجموع. يقول البعض أن قائد المائة استشهد إذ بلغ النضوج في الإيمان.]
8. دفنه
تجاسر يوسف الرامي، الذي "كان مشيرًا ورجلاً صالحًا بارًا" [50]، وطلب جسد السيد المسيح، وإذ كان "ينتظر ملكوت الله" [51]، وإذ سمح له بيلاطس "أنزله ولفه بكتان، ووضعه في قبر منحوت، حيث لم يكن أحد وضع قط. وكان يوم الاستعداد والسبت يلوح. وتبعته نساء كن قد أتين معه من الجليل، ونظرن القبر وكيف وُضع جسده. فرجعن وأعددن حنوطًا وأطيابًا، وفي السبت استرحن حسب الوصية" [53-56].
كان يوسف تلميذًا خفيًا للسيد المسيح، يحبه ويشتاق إليه ويسمع له، لكن بسبب الخوف لم يكن يعلن تبعيته له، وإذ حّل وقت الصليب نُزع عنه الخوف ليطلب جسد الرب بشجاعة. كثيرون يحولهم الضيق من الخوف إلى الشجاعة، فيزكيهم لدى الله والناس، ويتأهلوا بنعمة الله أن يطيبوا جسد المسيح، أي الكنيسة، بأطياب محبتهم الثمينة التي تظهر بقوة وقت الألم!
v إن كنت يوسف الرامي فأطلب الجسد من ذاك الذي صلبه، اجعله مِلكًا لك، ذاك الذي يطهر العالم (1 يو 1: 7).
القديس غريغوريوس النزينزي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
يوستين21
عضو ملكى
عضو ملكى
يوستين21


عدد الرسائل : 1043
العمل/الترفيه : مراقب مالى
المزاج : هادى
تاريخ التسجيل : 08/03/2008

تفسير العهد الجديد  إنجيل لوقا - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير العهد الجديد إنجيل لوقا   تفسير العهد الجديد  إنجيل لوقا - صفحة 6 Emptyالجمعة يوليو 18, 2008 10:24 pm

v إن كنت يوسف الرامي فأطلب الجسد من ذاك الذي صلبه، اجعله مِلكًا لك، ذاك الذي يطهر العالم (1 يو 1: 7).
القديس غريغوريوس النزينزي
[راجع تعليق القديس أمبروسيوس في كتاب الإنجيل بحسب مرقس، ص 295-296.]
1 فقام كل جمهورهم و جاءوا به الى بيلاطس
2 و ابتداوا يشتكون عليه قائلين اننا وجدنا هذا يفسد الامة و يمنع ان تعطى جزية لقيصر قائلا انه هو مسيح ملك
3 فساله بيلاطس قائلا انت ملك اليهود فاجابه و قال انت تقول
4 فقال بيلاطس لرؤساء الكهنة و الجموع اني لا اجد علة في هذا الانسان
5 فكانوا يشددون قائلين انه يهيج الشعب و هو يعلم في كل اليهودية مبتدئا من الجليل الى هنا
6 فلما سمع بيلاطس ذكر الجليل سال هل الرجل جليلي
7 و حين علم انه من سلطنة هيرودس ارسله الى هيرودس اذ كان هو ايضا تلك الايام في اورشليم
8 و اما هيرودس فلما راى يسوع فرح جدا لانه كان يريد من زمان طويل ان يراه لسماعه عنه اشياء كثيرة و ترجى ان يرى اية تصنع منه
9 و ساله بكلام كثير فلم يجبه بشيء
10 و وقف رؤساء الكهنة و الكتبة يشتكون عليه باشتداد
11 فاحتقره هيرودس مع عسكره و استهزا به و البسه لباسا لامعا و رده الى بيلاطس
12 فصار بيلاطس و هيرودس صديقين مع بعضهما في ذلك اليوم لانهما كانا من قبل في عداوة بينهما
13 فدعا بيلاطس رؤساء الكهنة و العظماء و الشعب
14 و قال لهم قد قدمتم الي هذا الانسان كمن يفسد الشعب و ها انا قد فحصت قدامكم و لم اجد في هذا الانسان علة مما تشتكون به عليه
15 و لا هيرودس ايضا لاني ارسلتكم اليه و ها لا شيء يستحق الموت صنع منه
16 فانا اؤدبه و اطلقه
17 و كان مضطرا ان يطلق لهم كل عيد واحدا
18 فصرخوا بجملتهم قائلين خذ هذا و اطلق لنا باراباس
19 و ذاك كان قد طرح في السجن لاجل فتنة حدثت في المدينة و قتل
20 فناداهم ايضا بيلاطس و هو يريد ان يطلق يسوع
21 فصرخوا قائلين اصلبه اصلبه
22 فقال لهم ثالثة فاي شر عمل هذا اني لم اجد فيه علة للموت فانا اؤدبه و اطلقه
23 فكانوا يلجون باصوات عظيمة طالبين ان يصلب فقويت اصواتهم و اصوات رؤساء الكهنة
24 فحكم بيلاطس ان تكون طلبتهم
25 فاطلق لهم الذي طرح في السجن لاجل فتنة و قتل الذي طلبوه و اسلم يسوع لمشيئتهم
26 و لما مضوا به امسكوا سمعان رجلا قيروانيا كان اتيا من الحقل و وضعوا عليه الصليب ليحمله خلف يسوع
27 و تبعه جمهور كثير من الشعب و النساء اللواتي كن يلطمن ايضا و ينحن عليه
28 فالتفت اليهن يسوع و قال يا بنات اورشليم لا تبكين علي بل ابكين على انفسكن و على اولادكن
29 لانه هوذا ايام تاتي يقولون فيها طوبى للعواقر و البطون التي لم تلد و الثدي التي لم ترضع
30 حينئذ يبتدئون يقولون للجبال اسقطي علينا و للاكام غطينا
31 لانه ان كانوا بالعود الرطب يفعلون هذا فماذا يكون باليابس
32 و جاءوا ايضا باثنين اخرين مذنبين ليقتلا معه
33 و لما مضوا به الى الموضع الذي يدعى جمجمة صلبوه هناك مع المذنبين واحدا عن يمينه و الاخر عن يساره
34 فقال يسوع يا ابتاه اغفر لهم لانهم لا يعلمون ماذا يفعلون و اذ اقتسموا ثيابه اقترعوا عليها
35 و كان الشعب واقفين ينظرون و الرؤساء ايضا معهم يسخرون به قائلين خلص اخرين فليخلص نفسه ان كان هو المسيح مختار الله
36 و الجند ايضا استهزاوا به و هم ياتون و يقدمون له خلا
37 قائلين ان كنت انت ملك اليهود فخلص نفسك
38 و كان عنوان مكتوب فوقه باحرف يونانية و رومانية و عبرانية هذا هو ملك اليهود
39 و كان واحد من المذنبين المعلقين يجدف عليه قائلا ان كنت انت المسيح فخلص نفسك و ايانا
40 فاجاب الاخر و انتهره قائلا اولا انت تخاف الله اذ انت تحت هذا الحكم بعينه
41 اما نحن فبعدل لاننا ننال استحقاق ما فعلنا و اما هذا فلم يفعل شيئا ليس في محله
42 ثم قال ليسوع اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك
43 فقال له يسوع الحق اقول لك انك اليوم تكون معي في الفردوس
44 و كان نحو الساعة السادسة فكانت ظلمة على الارض كلها الى الساعة التاسعة
45 و اظلمت الشمس و انشق حجاب الهيكل من وسطه
46 و نادى يسوع بصوت عظيم و قال يا ابتاه في يديك استودع روحي و لما قال هذا اسلم الروح
47 فلما راى قائد المئة ما كان مجد الله قائلا بالحقيقة كان هذا الانسان بارا
48 و كل الجموع الذين كانوا مجتمعين لهذا المنظر لما ابصروا ما كان رجعوا و هم يقرعون صدورهم
49 و كان جميع معارفه و نساء كن قد تبعنه من الجليل واقفين من بعيد ينظرون ذلك
50 و اذا رجل اسمه يوسف و كان مشيرا و رجلا صالحا بارا
51 هذا لم يكن موافقا لرايهم و عملهم و هو من الرامة مدينة لليهود و كان هو ايضا ينتظر ملكوت الله
52 هذا تقدم الى بيلاطس و طلب جسد يسوع
53 و انزله و لفه بكتان و وضعه في قبر منحوت حيث لم يكن احد وضع قط
54 و كان يوم الاستعداد و السبت يلوح
55 و تبعته نساء كن قد اتين معه من الجليل و نظرن القبر و كيف وضع جسده
56 فرجعن و اعددن حنوطا و اطيابا و في السبت استرحن حسب الوصية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
يوستين21
عضو ملكى
عضو ملكى
يوستين21


عدد الرسائل : 1043
العمل/الترفيه : مراقب مالى
المزاج : هادى
تاريخ التسجيل : 08/03/2008

تفسير العهد الجديد  إنجيل لوقا - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير العهد الجديد إنجيل لوقا   تفسير العهد الجديد  إنجيل لوقا - صفحة 6 Emptyالجمعة يوليو 18, 2008 10:25 pm

الباب الخامس
صديقنا القائم من الأموات
ص 24
الأصحاح الرابع والعشرون
صديقنا القائم من الأموات
إن كان السيد المسيح قد تألم لأجلنا لكي يقيمنا أصدقاء له، فإنه إذ قام بقي بعد القيامة صديق البشرية، يشتاق أن يهبها حياته المقامة. نراه يقترب من تلميذي عمواس، ويمشي معهما، ويحاورهما بلطف، ويلهب قلبيهما بمحبته، ويفتح بصيرتهما للتعرف عليه. يعود فيظهر لبقية التلاميذ أيضًا ويسألهم أن يحسوه ويلمسوا حقيقة وجوده في وسطهم، بل ويأكل معهم حتى يثقوا في حقيقة معيته لهم، وأخيرًا يُخرجهم إلى بيت عنيا ليرفع يديه ويباركهم، ثم ينفرد عنهم، ويصعد إلى السماء ليعد لهم موضعًا، لذا رجعوا إلى أورشليم بفرحٍ عظيمٍ.
1. القبر الفارغ 1-212.
2. تلميذي عمواس 13-35.
3. ظهوره لتلاميذه 36-43.
4. إرساله التلاميذ 44-49.
5. صعوده إلى السماء 50-52.
6. ارتباطهم بالهيكل 53.
1. القبر الفارغ
"ثم في أول الأسبوع أول الفجر،
أتين إلى القبر حاملات الحنوط الذي أعددنه، ومعهن أناس.
فوجدن الحجر مدحرجًا عن القبر.
فدخلن ولم يجدن جسد الرب يسوع.
وفيما هن محتارات في ذلك، إذا رجلان وقفا بهن بثيابٍ برّاقةٍ.
وإذ كن خائفات ومنكسات وجوههن إلى الأرض،
قالا لهن: لماذا تطلبن الحيّ بين الأموات؟!
ليس هو ههنا لكنه قام.
اُذكرن كيف كلمكن وهو بعد في الجليل، قائلاً:
إنه ينبغي أن يسلم ابن الإنسان في أيدي أناس خطاة،
ويصلب، وفي اليوم الثالث يقوم.
فتذكّرن كلامه" [1-8)].
استراح النسوة يوم السبت حسب الوصية (23: 56)، وكان الرب راقدًا في القبر، فكان هذا خاتمة "سبوت" العهد القديم لكي بنهايته يكمل القديم، ويبدأ العهد الجديد مع قيامة الرب في أول الأسبوع، أول الفجر! كان ذلك اليوم الذي فيه انطلق الرب من القبر بمثابة بداية جديدة للبشرية في علاقتها بالرب، إذ صار لها حق الحياة المقامة في الرب، لتعيش في سبتٍ جديدٍ فريدٍ هو "راحة الحياة الجديدة في الرب" أو "راحة الحياة المُقامة فيه" أو قل: "راحة الشركة مع المسيح المقام".
ترك القبر فارغًا والحجر مختومًا، كما وُلد من العذراء وبتوليتها لم تمس، وقد أرسل ملاكه يدحرج الحجر ليجد المؤمنين في القبر الفارغ رصيد القيامة الذي لا ينتهي، وينبوع الحياة الجديدة الغالبة للموت!
كان الله يرسل نارًا من السماء ليلتهم الذبيحة علامة قبوله لها ورفعها إلى سماواته، أما وقد قدم الابن حياته ذبيحة حب عنا، فقد صار القبر الفارغ علامة رضا الآب على الذبيحة وقبوله لها، فلم يعد لجسد الرب موضع في القبر لأنه قام... هذا هو إيمان الكنيسة الذي لخّصه الرسول بولس في عبارته الموجزة: "الذي أُسلم من أجل خطايانا وأُقيم لأجل تبريرنا" (رو 4: 25). وكما يرى الدارسون أن هذه العبارة تمثل حجر الزاوية في قانون الإيمان الكنسي في عصر الرسول، نقله الرسول عن التقليد.
يحدثنا الإِنجيلي لوقا عن ذهاب النسوة في القبر ليجدنه فارغًا، ويلاحظ في حديثه هنا الآتي:
أولاً: يبدأ حديثه بالقول "ثم في أول الأسبوع أول الفجر أتين إلى القبر" [1].في الأصحاح السابق ختم حديثه بأن النساء استرحن في السبت حسب الوصية، والآن إذ بدأ الأسبوع الجديد انطلقن بالحنوط والأطياب إلى قبر السيد، ومعهن أناس.
لم يكن ممكنًا في السبت - حسب التقليد اليهودي - أن يعِددن الحنوط ولا ينطلقن إلى القبر، فيبقين بلا عمل حتى جاء غروب السبت أو عشية الأحد ليعددن الحنوط وينطلقن مع بدء الفجر والظلام باقٍ نحو القبر. يمكننا أن نقول بأن هؤلاء النسوة يمثلن الكنيسة الواحدة الممتدة عبر العصور، عاصرت الرمز كما الحق، فبتوقفهن عن العمل يوم السبت أعلن قبولهن الرمز في العهد القديم، لكن في شوقٍ أن يكمل لينقلهن إلى فجر الأحد فيجدن الحق ذاته، بالتقائهن بالمسيح القائم من الأموات. هكذا لم تعد راحة الكنيسة في التوقف عن العمل في السبت الرمزي وإنما في الانطلاق نحو المسيح المقام حاملة أطياب مقدسة ورائحته الذكية معلنة في حياتها وكرازتها بالحق.
لقد انطلقن ومعهن أناس... فإن كانت النسوة تمثلن رجال العهد القديم الذين التهبت قلوبهم بالمسيا المنتظر، فإن الذين جاءوا معهن إلى القبر يمثلون الأمم الذين قبلوا الإيمان بالمسيح القائم من الأموات.
ثانيًا: "فوجدن الحجر مدحرجًا عن القبر، فدخلن ولم يجدن جسد الرب يسوع" [2-3]. لقد قام الملاك بدحرجة الحجر (مت 28: 2)، وبحسب التقليد الكنسي، رئيس الملائكة ميخائيل هو الذي قام بالدحرجة.
جاءت الدحرجة بعد القيامة، إذ لم يكن الرب محتاجًا إلى دحرجة الحجر ليقوم، إنما قام والأختام قائمة، وقد رأى كثير من الآباء مثل القديسين أغسطينوس وجيروم أن هذا العمل كان نظيرًا لما تم في ميلاده من القديسة مريم الدائمة البتولية.
إذن دحرجة الحجر كانت من أجلنا لأجل التأكد من قيامة الرب، إذ يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [دُحرج الحجر بعد القيامة من أجل النساء ليؤمنوا أن الرب قام ناظرين الحق أن القبر بدون جسد.]
ثالثًا: "وفيما هن محتارات في ذلك إذا رجلان وقفا بهن بثياب برّاقة" [4]. قامت النساء بدور لم يقم به سائر الرسل أو التلاميذ، فقد انطلقن والظلام باقٍ، ولم يبالين بالعقبات التي كانت تنتظرهن كدحرجة الحجر، وعندما وجدن القبر مفتوحًا لم يترددن في الدخول إليه. لهذا استحققن أن يتأهلن لرؤية ملاكين بثيابٍ براقةٍ مبهجةٍ يكرزان لهما بالقيامة.
لم ينظرن الملاكين في لهيب نار، ولا حاملين سيوفًا نارية كما رأى غيرهن في العهد القديم، إنما رأين إياهما بلباس البهجة والفرح، وكأن السماء أرادت أن تشارك الكنيسة بهجتها بقيامة السيد المسيح. بالثياب البراقة أراد الملاكان أن يكرزا للكنيسة كلها بأن السمائيين يرتدون ثياب الملكوت، منتظرين مجيء العروس المقدسة التي تزف مع عريسها السماوي في ملكوته الأبدي.
رابعًا: "وإذ كن خائفات ومنكسات وجوههن إلى الأرض، قالا لهن: لماذا تطلبن الحيّ بين الأموات؟‍! ليس هو ههنا لكنه قام. اذكرن كيف كلمكن وهو بعد في الجليل. قائلاً إنه ينبغي أن يسلم ابن الإنسان في أيدي أناس خطاة ويصلب وفي اليوم الثالث يقوم. فتذكرن كلامه" [5-8].
لقد ملأ الحزن قلبهن إذ رأين القبر فارغًا وكن خائفات، وفي مرارة كن منكسات وجوههن إلى الأرض، لذا عاتبهن الملاكان بلطفٍ كيف يتوقعن وجود الحيّ الغالب الموت في القبر؟!‍خاصة وأنه سبق فأعلن لهن مع التلاميذ عن قيامته!؟ عندئذ تذكرن كلمات المخلص!
يمكننا أن نقول بأن هذا العتاب الملائكي لازال قائمًا وموجههًا لكل مؤمن يريد أن يحصر المسيح في القبر، وكأنه غير قادر على القيامة من الأموات. بمعنى آخر حينما نظن أننا مؤمنون مسيحيون بينما لا نخرج خارج احتياجات الجسد وشهواته وارتباطات العالم وهمومه، إنما نكون كمن يطلب الحيّ بين الأموات، ونسمع الكلمات الملائكية "ليس هو هنا، لكنه قام".
من يذكر كلمات الرب عن قيامته، يجد نفسه مع مسيحه فوق حدود القبر، لا يخاف الموت ولا ينحني لعبودية شهوات الجسد، ولا يرتبك بأفكار العالم، إنما ينطلق بمسيحه الساكن فيه إلى حياة سماوية غالبة لحدود الزمان والمكان.
إن تطلعنا إلى سيّر الشهداء نجد سّر نصرتهم يكمن في اتحادهم بالرب القائم من الأموات، فلا ينحصروا في الجسد. لهذا حتى إن ضيق الأشرار على أجسادهم يرسل الرب ملائكته بل وأحيانًا يظهر بنفسه لا لينتقم لهم، وإنما ليرفعهم بقوة فوق حدود الألم، الأمر الذي جعل الولاة يتهمون المسيحيين بالسحر!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
يوستين21
عضو ملكى
عضو ملكى
يوستين21


عدد الرسائل : 1043
العمل/الترفيه : مراقب مالى
المزاج : هادى
تاريخ التسجيل : 08/03/2008

تفسير العهد الجديد  إنجيل لوقا - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير العهد الجديد إنجيل لوقا   تفسير العهد الجديد  إنجيل لوقا - صفحة 6 Emptyالجمعة يوليو 18, 2008 10:26 pm

خامسًا: إذ سبقت النساء الرسل في الانطلاق إلى قبر السيد تمتعن بالكرازة للرسل عن قيامة الرب. إذ يقول الإنجيلي: "ورجعن من القبر، وأخبرن الأحد عشر، وجميع الباقين بهذا كله" [9].يقول القديس كيرلس الكبير: [المرأة التي أعلنت مرة خدمة الموت، الآن هي أول من تقّبل سرّ القيامة المهوب وأخبرت به. بهذا حصل جنس المرأة على الخلاص من العار ومن اللعنة.]
سادسًا: إذ سمع التلاميذ الخبر، "قام بطرس وركض إلى القبر، فانحنى ونظر الأكفان موضوعة وحدها، فمضى متعجبًا في نفسه مما كان" [12].
لقد تراءى كلام النسوة للرسل كالهذيان ولم يصدقوهن [11]، لأن الموقف كان غير متوقع رغم تأكيدات الرب لهم قبل دخوله الآلام. هذا وتعبير"الهذيان" طبي كان يستخدم عمن أصيبوا بحمى ففقدوا اتزانهم... على أي الأحوال أسرع بطرس كعادته لينظر ما قد حدث إذ كان قلبه ملتهبًا بالغيرة. وكما يقول الأب ثيوفلاكتيوس: [حين سمع بطرس هذا لم يتأخر، بل جرى إلى القبر، فإن النار إذ تمسك بشيء لا تعرف التأخير.]
سابعًا: أحداث القيامة كما وردت في إنجيل معلمنا لوقا البشير تمس حياة كل مؤمن حقيقي يريد أن يلتقي مع الصديق السماوي. فالمريمات ومعهن أناس انطلقوا إلى القبر وسط الظلام، إنما يشيرون إلى الإنسان بكل طاقاته الروحية ومواهبه وإمكانياته ينطلق كما في أول الأسبوع، في أول الفجر، أي يبكر نحو الله ليكون هو الأول في كل حياته. ينطلق كما من ظلمة هذا العالم إلي قبر السيد المسيح، أي إلى المذبح الإلهي ليجد الجسد المُقام من الأموات سرّ حياته وقيامته المتجددة على الدوام. ينطلق حاملاً الأطياب، أي الصلوات والعبادات الملتحمة بالحياة الفاضلة في الرب كرائحة بخور ذكية يشتمها الآب رائحة رضا. هناك عند المذبح الإلهي تجتمع الكنيسة كلها لتشاهد حجر الحرف الناموسي قد دُحرج وأسرار القيامة أو معرفة الله قد انكشفت. ترى الملائكة بفرح ترتدي ثيابًا لامعة، تشارك المؤمنين فرحهم بالخلاص وبهجتهم بالملكوت، يسبحون معنا، فنسبح نحن أيضًا تسابيحهم ونحسب جميعنا - الخليقة الأرضية والسمائية - واحدًا في الملكوت.
ثامنًا: يعلق آباء الكنيسة على وجود الأكفان في القبر، إذ يقول الإنجيلي عن القديس بطرس أنه "نظر الأكفان موضوعة" [12]، كدليل على كذب اليهود الذين اتهموا التلاميذ أنهم سرقوا الجسد المقدس من القبر، فمن كلماتهم:
v لو كان التلاميذ قد سرقوه لما صنعوا هذا العمل، وهو أن يعروا جسده. وما احتملوا أن يأخذوا منديله ويلفونها ويضعونها في موضع واحد من القبر، لكنهم قد سلبوا الجسد بأوفر سرعة. لأنه لهذا المعنى سبق يوحنا فقال أنه حُنِّط بمر كثير ألصق أكفانه بجسده، حتى إذا ما سمعت أن المنديل في ناحية والأكفان في ناحية لا يحتمل هذا أنه سُرق.
القديس يوحنا الذهبي الفم
v اعلم أنه لو سرقه سارق (غير التلاميذ) لكانت رغبته في هذه الثياب الثمينة والحنوط الكثيرة أكثر من أخذه وحده دون القماش... وأما التلاميذ فلا يصح لهم أخذه وهو عريان!! إذ كانوا لا يودون إهانته بل إكرامه.
الأنبا بطرس السدمنتي
v وأما كون الرب قد ألقى الثياب في المقبرة لما قام، فلكي يعلمنا أنه في القيامة الجامعة لا يحتاج أحد إلى لباس، ولا إلى شيءٍ مما يستعمل في الدهر، بل يكونون كملائكة الله الذين في السماء كما شهد الرب.
الأنبا بولس البوشي
2. تلميذا عمواس
يروي لنا القديس لوقا الإنجيلي لقاء السيد المسيح مع تلميذين للسيد وهما في طريقهما إلى عمواس، قرية تبعد حوالي 7.5 ميلاً شمال غربي أورشليم، يرجح أنها في موقع قرية "الخماسية" أو "القبيبة". هذان التلميذان أحدهما "كليوباس" [18] وهو اسم مختصر من "كليوباتروس" أو "المجد الكامل"، أما الثاني فيرى الدارسين أنه لوقا الإنجيلي نفسه، ويرى العلامة أوريجينوس والقديس كيرلس الكبير أن الشخص الثاني يدعى "سمعان" من السبعين رسولاً، خلاف سمعان بطرس وسمعان القانوي.
ويلاحظ في القصة كما رواها القديس لوقا الآتي:
أولاً: كان التلميذان - وهما من السبعين رسولاً - يسيران في طريق عمواس الذي يمتد سبعة أميال ونصف، فإن كان رقم 8 يشير للحياة الأبدية، لأن رقم 7 يشير إلى زماننا الحاضر، فإن هذين التلميذين قد عبرا الحياة الزمنية لكنهما لم يبلغا قوة القيامة وكمالها (رقم 8). بمعنى آخر سلوكهما في هذا الطريق يشير إلى الإنسان الذي يؤمن بالقيامة في فكره وتكون موضوع حديثه لكنه لا يتمتع بها ولا يمارسها.
كثيرون يؤمنون بالقيامة بل ويكرزون بها لكنهم لا يعيشونها. هؤلاء لا يزالوا في طريق عمواس يحتاجون إلى ظهور السيد لهم وحديثه معهم ليلهب قلوبهم في الحياة الداخلية بالحياة المقامة، فيعيشونها قبل رحيلهم من هذا العالم.
ثانيًا: يحدد الإنجيلي تاريخ هذا اللقاء، بقوله: "في ذلك اليوم" [13]، أي في يوم أحد القيامة، وكان ذلك نحو الغروب حيث قارب النهار أن يميل [21] وكأن التلميذين بقيا النهار كله تقريبًا في أورشليم يسمعان ويتحاوران مع بعضهما أو مع النسوة وبطرس ويوحنا الذين ذهبوا إلى القبر، كما كانا يسترجعان الذكريات عن أحاديث الرب بخصوص قيامته قبل آلامه، ومع هذا لم يحملا يقين الإيمان، إنما "كانا يتكلمان بعضهما مع بعض عن جميع هذه الحوادث" [14].
ثالثًا: "وفيما هم يتكلمان ويتحاوران، اقترب إليهما يسوع نفسه، وكان يمشي معهما" [15]. حقًا لم يكونا على يقين الإيمان لكنهما كانا مشغولين بالسيد يتكلمان ويتحاوران، وفي ضعفهما لم يستطيعا إدراك الحق، فحّل الحق في وسطهما يعلن ذاته ويسندهما إذ سبق فأكد لنا: "حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم" ( مت 18: 20).
رابعًا: "ولكن أُمسكت أعينهما عن معرفته" [16].
ربما عجزا عن معرفته، لأنه إذ قام حمل جسده نوعًا من المجد عن ذي قبل، لذا لم يستطيعا معرفته، كما حدث مع مريم المجدلية (يو 20: 14)، والتلاميذ على شاطئ البحيرة (يو 21: 4). وربما كان علة عجزهما عن معرفته ضعف إيمانهما وتباطؤهما في الفهم الروحي، أو بقصد إلهي حتى يكشف لهما السيد أسراره الإلهية وتحقيق النبوات فيه. "ابتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يفسر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب" [27].
v إذ صار له الجسد الروحي (ذات جسده المولود به من العذراء يحمل طبيعة جديدة تليق بالحياة السماوية) لا تمثل المسافات المكانية عائقًا لحلوله (بالجسد) أينما أراد، ولا يخضع جسده لنواميس الطبيعة بل للناموس الروحي والفائق للطبيعة. لذلك كما يقول مرقس أنه ظهر لهما "بهيئة أخرى" (مر 16: 12)، فلم يسمح لهما أن يعرفاه.
قيل: "أمسكت أعينهما عن معرفته"، حتى يعلنا حقًا مفاهيمهما المملوءة شكًا، فينكشف جرحهما ويتقبلا الشفاء، ولكي يعرفا أنه وإن كان ذات الجسد الذي تألم قام ثانية لكنه لم يعد منظورًا للكل، وإنما لمن يريدهم أن ينظروه. وأيضا لكي لا يتعجبا أنه لم يعد يسير وسط الناس (كما كان قبل القيامة)، مظهرًا أن تحوله لا يناسب البشرية بل ما هو إلهي، مقدمًا نفسه مثالاً للقيامة المقبلة حيث نصير سائرين كملائكة وأبناء الله.
الأب ثيؤفلاكتيوس
v بحق حجب إعلان نفسه عنهما بظهوره بهيئة لا يعرفونها؛ فعل هذا بخصوص الأعين الجسدية من أجل ما فعلاه هم بنفسيهما داخليًا بخصوص عين الذهن. فإنهما في الداخل وإن كانا قد أحبا لكنهما شكا. فإذ تحدثا عنه ظهر لهما، ولكنهما إذ شكا أخفى هيئته عنهما.
البابا غريغوريوس (الكبير)
إن كانت أعينهما قد أمسكت عن معرفته، لكنه تقدم بنفسه إليهما ليبدأ الحديث معهما، إذ سألهما: "ما هذا الكلام الذي تتطارحان به، وأنتما ماشيان عابسين؟" [17]. فإن كان السيد قد تألم وصلب فالموت لم يفصله عن تلاميذه، وإن كان قد قام فقيامته لم تبعد به عنهم. من أجلنا قد صلب ومات وقام لكي يقترب إلينا ويبادرنا بالحب، مشتاقًا أن يدخل معنا في حوار، لكي يقدم ذاته لنا، فنفتح أعيننا لمعاينته وقلوبنا لسكناه فينا.
على أي الأحوال، إن قصة لقاء السيد المسيح بتلميذي عمواس اللذين أُمسكت أعينهما عن معرفته هي قصة كل إنسان روحي، يرافقه الرب كل الطريق، ويقوده بنفسه، ويلهب قلبه، ويكشف له أسرار إنجيله، ويعلن له قيامته، ويفتح بصيرته لكي يعاينه ويفرح به.
يقول القديس أغسطينوس: [ليس غياب الله غيابًا. آمن به فيكون معك حتى وإن كنت لا تراه. فعندما اقترب الرب من الرسولين لم يكن لهما الإيمان... لم يصدقا أنه قام، أو أنه يمكن لأحد أن يقوم... لقد فقدا الإِيمان ولم يعد لهما رجاء... كانا يمشيان معه في الطريق. موتى مع الحيّ، أمواتًا مع الحياة. كانت "الحياة" تمشى معهما، غير أن قلبيهما لم يكونا ينبضان بالحياة.]
خامسًا: "فقال لهما: ما هذا الكلام الذي تتطارحان به وأنتما ماشيان عابسين؟!" [17].
إن كنا في هذا العالم نبكي على خطايانا ونحزن لكن خلال لقائنا مع المسيح المقام يلزمنا ألا نمشي عابسين بل نفرح بالرب، لأن ملكوت الله هو "برّ وسلام وفرح في الروح القدس" (رو 14: 17). جاء عن القديس أغسطينوس في اعترافاته أن الله كان يمزج عبادته بنشوة روحية تفوق كل ملذات العالم لكي يفطمنا عن لذة الخطية.
قيل عن القديس أبوللو الذي التقى به القديس جيروم في منطقة طيبة أنه كان دائم البشاشة، وقد اجتذب كثيرين إلى الحياة النسكية كحياة مفرحة في الداخل، ومشبعة للقلب بالرب نفسه. كثيرًا ما كان يردد القول: [لماذا نجاهد ووجوهنا عابسة؟! ألسنا ورثة الحياة الأبدية؟ اتركوا العبوس والوجوم للوثنيين، والعويل للخطاة، أما الأبرار والقديسون فحري بهم أن يمرحوا ويبتسموا لأنهم يستمتعون بالروحيات.]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
يوستين21
عضو ملكى
عضو ملكى
يوستين21


عدد الرسائل : 1043
العمل/الترفيه : مراقب مالى
المزاج : هادى
تاريخ التسجيل : 08/03/2008

تفسير العهد الجديد  إنجيل لوقا - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير العهد الجديد إنجيل لوقا   تفسير العهد الجديد  إنجيل لوقا - صفحة 6 Emptyالجمعة يوليو 18, 2008 10:26 pm

سادسًا: ما هو إيمان تلميذي عمواس؟
بلا شك لم يكونا بعد قد استطاعا أن يدركا لاهوته، ولا أن يقبلا سرّ الصليب، إنما كانا يتوقعان فيه محررًا لإِسرائيل أو فاديًا لليهود من الحكم الروماني. وقد حطم الصليب آمالهما، إذ قال كليوباس عن السيد المسيح:
"كان إنسانًا نبيًا مقتدرًا في الفعل والقول أمام الله وجميع الشعب.
كيف أسلمه رؤساء الكهنة وحكامنا لقضاء الموت وصلبوه.
ونحن كنا نرجو أنه هو المزمع أن يفدي إسرائيل،
ولكن مع هذا كله اليوم له ثلاثة أيام منذ حدث ذلك.
بل بعض النسوة منّا حيرننا، إذ كن باكرًا عند القبر.
ولما لم يجدن جسده أتين قائلات:
إنهن رأين منظر ملائكة قالوا أنه حيّ.
ومضى قوم من الذين معنا إلى القبر،
فوجدوا هكذا كما قالت أيضًا النسوة،
وأما هو فلم يروه" [19-24].
ويعلل الإنجيلي يوحنا عدم إيمان التلاميذ بقوله: "لأنهم لم يكونوا بعد يعرفون الكتاب أنه ينبغي أن يقوم من الأموات" (يو 20: 9). ويضيف القديس كيرلس الكبير لتلميذي عمواس عذرًا آخر... وهو أن الأخبار التي نقلتها النسوة لم تكن كافية أن يؤمنا بالقيامة، بل كانت موضوع دهشة وحيرة: "بعض النساء منا حيرننا..." لأنها تحمل أنباء القبر الفارغ وشهادة الملائكة. ولا حتى الأخبار التي نقلها بطرس لأنه لم يرَ سوى القبر الفارغ والأكفان، كما قال التلميذان: "وأما هو فلم يروه" [12].
سابعًا: إذ أعلن التلميذان ضعف إيمانهما أو خطأه، قدم لهما تأكيدات من الناموس والأنبياء، إذ قال لهما: "أيها الغبيان والبطيئا القلوب في الإيمان بجميع ما تكلم به الأنبياء. أما كان ينبغي أن المسيح يتألم بهذا ويدخل إلى مجده؟! ثم ابتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يفسر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب" [25-27].
يقول القديس كيرلس الكبير: [قدم الرب للتلميذين موسى والأنبياء، وكشف لهما ما غمض عليهما من معانيهما. فالناموس هو تمهيد للطريق، وخدمة الأنبياء هي إعداد الناس لقبول الإيمان. لأن الله لم يرسل شيئًا بلا فائدة، بل لكل شيء فائدته في وقته. فالأنبياء هم الخدام الذين أرسلهم السيد أمامه لتكون نبواتهم تمهيدًا لمجيئه. وكأن هذه النبوات كنز ملكي مختوم، ينبغي أن يفتح في الوقت المناسب ما فيه من رموز.]
ثامنًا: "ثم اقتربوا إلى القرية التي كانا منطلقين إليها، وهو تظاهر كأنه منطلق إلى مكان أبعد" [28]. لم يقل لهما أنه منطلق إلى مكان أبعد، وإنما تظاهر هكذا، لكي لا يقحم نفسه بنفسه في موضعهما، إنما إذ يطلباه ويصرا في طلبه يستجيب. الله لا يقحم نفسه في حياتنا بغير إرادتنا، لكنه يطلب أن ندعوه، ونلح في الدعوة معلنًا كمال حرية الإنسان في قبوله أو رفضه. هذا من جانب ومن جانب آخر، كما قال البابا غريغوريوس (الكبير) إنهما إذ كانا لا يزالا غريبين في الإيمان "تظاهر كأنه منطلق إلى مكان أبعد".
تاسعًا: "فألزماه قائلين: امكث معنا، لأنه نحو المساء وقد مال النهار" [29]. النفس التي ذاقت ما ذاقه التلميذان لا تكف عن أن تقول مع عروس النشيد: "في الليل على فراشي طلبت من تحبه نفسي...فأمسكته ولم أرخه، حتى أدخلته بيت آمي وحجرة من حبلت بي... شماله تحت رأسي ويمينه تعانقني... تحت ظله اشتهيت أن أجلس، وثمرته حلوة لحلقي" (نش 3: 1، 4، 2: 3، 6).
يقول القديس أغسطينوس: [إن كنت تريد الحياة تشبه بالرسولين حتى تتعرف على الرب. لقد ألحا عليه بالدعوة، وتظاهر هو كأنه ينوي مواصلة الطريق... غير أنهما أمسكا به وقالا له: امكث معنا لأنه نحو المساء.] كما يقول: [امسك بالقريب إن أردت أن تتعرف على مخلصك، فقد أعادت الضيافة إلى التلميذين ما نزعه الشك وعدم الإيمان، وأعلن الرب ذاته عند كسر الخبز... فتعلم أين تطلب الرب فتحظى به على مائدة الطعام.]
عاشرًا: "فلما اتكأ معهما أخذا خبزًا وبارك وكسر وناولهما، فانفتحت أعينهما وعرفاه، ثم اختفى عنهما" [30-31].
يرى البعض أن ما فعله السيد المسيح هنا هو "سّر الإفخارستيا"، وأن الرب يعلن ذاته خلال هذا السرّ، يفتح أعين مؤمنيه الداخلية لمعاينته، وإن كان البعض الآخر يرى أنه لم يكن "سّر اإأفخارستيا"، إذ لا نسمع عنه أنه أخذ كأسًا أيضًا وناولهما، كما لم يذكر عند كسر الخبز أنه جسده المبذول عنهما، كما فعل في العشاء الأخير.
يقول القديس أغسطينوس: [متى أعلن الرب عن نفسه؟ عند كسر الخبز... لذلك عندما نكسر الخبز نتعرف على الرب، فهو لم يعلن نفسه إلا هنا على المائدة... لنا نحن الذين لم نستطع أن نراه في الجسد، ولكنه أعطانا جسده لنأكل. فإذا كنت تؤمن بهذا فتعال مهما كنت. وإذا كنت تثق فاطمئن عند كسر الخبز.]
يقول الأب ثيؤفلاكتيوس: [تُفتح أعين الذين يتقبلون الخبز المقدس لكي يعرفوا المسيح، لأن جسد الرب يحمل فيه قوته العظيمة غير المنطوق بها.]
يعلل القديس كيرلس الكبير اختفاء السيد المسيح عنهما بقوله: [لقد اختفى الرب عنهما، لأن علاقة الرب بتلاميذه بعد القيامة لم تعد كما كانت عليه من قبل. فهم في حاجه إلى تغيير، وإلى حياة جديدة في المسيح... حتى يلتصق الجديد بالجديد وغير الفاسد بالفاسد. وهذا هو السبب الذي جعل الرب لا يسمح لمريم المجدلية أن تلمسه ـ كما ذكر (يو 20: 17) - إلى أن يصعد ثم يعود مرة أخرى.]
أحد عشر: ختم القصة بقوله: "فقاما في تلك الساعة، ورجعا إلى أورشليم..." [33]. هذا هو غاية عمل الله فينا أن يهبنا قوة القيامة، إذ يقول: "قاما"، بهذه الحياة المقامة نرجع إلى أورشليم العليا التي تركناها، نرجع إلى مدينة الله الملك العظيم (مت 5: 35)، إلى "أورشليم العليا التي هي أمنا جميعًا" (غل 4: 26). بمعنى آخر يحوّل الله اتجاهنا، فبعد أن كنا متجهين إلى عمواس معطين ظهورنا لأورشليم، نعطي ظهورنا لعمواس متجهين بوجهنا وقلبنا وفكرنا نحو أورشليم.
3. ظهوره لتلاميذه
إذ قام السيد المسيح من الأموات لم يعد يمارس الحياة البشرية اليومية، ولا صار بين اليهود يكرز ويبشر ويصنع عجائب ومعجزات، فقد قام يحمل جسده بذاته، لكنه ممجد، بمعنى آخر صار وضعه الطبيعي الجديد أن يصعد إلى السماوات ينتظر عروسه المقدسة لترتفع معه. لكنه بقي أربعين يومًا من قيامته حتى صعوده، يظهر لأحبائه المشتاقين إليه ليسحب قلوبهم نحو السماء.
حقًا كان السيد المسيح ينتهز كل فرصة لكي يعلن قيامته ويؤكدها في حياة محبيه المؤمنين به. بشر النساء القادمات إلى القبر بحبٍ، يطلبن تقديم الحنوط للجسد المقدس، فأعلن لهن بملائكته عن قيامته، ومشى مع التلميذين اللذين كانا يتكلمان ويتحاوران في طريق عمواس عن أمر قيامته، والآن إذ رجع التلميذان إلى أورشليم ليخبرا التلاميذ بما حدث معهما وكيف عرفاه عند كسر الخبز.
"وفيما هم يتكلمون بهذا،
وقف يسوع نفسه في وسطهم وقال لهم: سلام لكم،
فجزعوا وخافوا، وظنوا إنهم نظروا روحًا،
فقال لهم: ما بالكم مضطربين؟ ولماذا تخطر أفكار في قلوبكم؟
انظروا يديّ ورجليّ إني أنا هو.
جسّوني، وانظروا، فإن الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي.
وحين قال هذا أراهم يديه ورجليه،
وبينما هم غير مصدّقين من الفرح ومتعجّبون،
قال لهم: أعندكم ههنا طعام؟
فناولوه جزءًا من سمك مشوي وشيئًا من شهد عسل،
فأخذ وأكل قدامهم" [36-43].
يلاحظ في هذا اللقاء الآتي:
أولاً: إذ كانوا يتحدثون عن القيامة التهب الكل شوقًا نحو التمتع به كما تمتع بطرس الرسول وتلميذا عمواس وبعض النساء، فحقق لهم السيد شهوة قلوبهم إذ وقف بنفسه في وسطهم.
حقًا بحلوله في وسطهم تحولت العُليَّة إلى كنيسة مقدسة في بهاءٍ ومجد فائقين، أو قل صارت العُليَّة في هذه اللحظات تمثل نموذجًا حيًا لما ينبغي أن تكون عليه الكنيسة، ألا وهو التهاب أعضائها بالتمتع بالمسيّا المقام، وحلول المسيّا في وسطها كرأس حيّ يهب قوة القيامة لأعضاء جسده.
v جاء ذاك الذي كان مُشتهى جدًا، معلنًا ذاته لطالبيه ومنتظريه، لا بطريقة يمكن أن يُشك فيها، وإنما حّل بشهادة واضحة.
القديس يوحنا الذهبي الفم
ثانيًا: في أول لقاء للسيد القائم من الأموات بتلاميذه المجتمعين، ممثلي كنيسته، قدم لهم "سلامه" الفائق، لا كعطية خارجية، إنما هبه تمس الأعماق في الداخل، إذ "قال لهم: سلام لكم" [36]ٍ. لقد حقق لهم ما وعدهم به في ليلة آلامه، قائلاً: "سلامًا أترك لكم، سلامي أعطيكم، ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا" (يو 14: 27).
v لنكرم عطية السلام التي تركها المسيح لنا عند رحيله... فالسلام، على وجه الخصوص يخص الله الذي يوحّد كل الأشياء معًا في واحد، والذي إليه لا يُنسب شيء مثل وحدة الطبيعة والسلام الذي يحلّ به في الإنسان.
القديس غريغوريوس النزينزي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
يوستين21
عضو ملكى
عضو ملكى
يوستين21


عدد الرسائل : 1043
العمل/الترفيه : مراقب مالى
المزاج : هادى
تاريخ التسجيل : 08/03/2008

تفسير العهد الجديد  إنجيل لوقا - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير العهد الجديد إنجيل لوقا   تفسير العهد الجديد  إنجيل لوقا - صفحة 6 Emptyالجمعة يوليو 18, 2008 10:27 pm

v لقد كشف لهم أيضًا آثار الجراحات بوضوح، وقد ثبت صوته في أذهانهم القلقة، إذ قيل: "فقال لهم يسوع أيضًا سلام لكم"، أي لا تضطربوا. وبقوله هذا ذكّرهم بكلماته التي نطق بها قبل الصلب: "سلامي أترك لكم" (يو 14: 37)، "ليكون لكم فيّ سلام، في العالم سيكون لكم ضيق" (يو 16: 33).
لقد "فرح التلاميذ إذ رأوا الرب" (يو20: 21). انظر كيف تحقق ذلك؟ ما قاله قبل صلبه: "ولكنني سأراكم أيضًا فتفرح قلوبكم، ولا ينزع أحد فرحكم منكم" (يو 16: 22)، قد تمّ الآن في تلك اللحظة. كل هذا قد جلب فيهم إيمانًا أكيدًا ثابتًا...
هذه هي كلمات الرب الأولى التي حدثهم بها بعد قيامته... أما بالنسبة للنساء فأعطاهن الفرح (مت 28: 9)، لأن النسوة كن في حزن، لذلك وهبهن أولاً الفرح. بلياقة وهب السلام للرجال، ووهب النسوة الفرح بسبب حزنهن...
أنه يقدم ثمار الصليب أولاً، وهو :"السلام".
القديس يوحنا الذهبي الفم
v هذا هو السلام الحقيقي وتحية الخلاص، إذ تأخذ التحية اسمها من الخلاص.
القديس أغسطينوس
ثالثًا: يقول الإنجيلي: "فجزعوا وخافوا، وظنوا أنهم نظروا روحًا" [37]. لقد عاش التلاميذ مع السيد المسيح زمانًا وأدركوا أنه بالحقيقة تأنس، يحمل ناسوتًا حقيقيًا، والآن إذ سمعوا عن قيامته لم يكونوا يتوقعون أنه يحّل هكذا في وسطهم والأبواب مغلقة، لذا جزعوا وخافوا وظنوا أنهم نظروا روحًا. وكان عمل السيد المسيح بعد أن وهبهم سلامه الحقيقي أن يؤكد لهم أنه ليس روحًا مجردًا بل بالحقيقة يحمل جسدًا، مبرهنًا على ذلك بأن يلمسوه ويتناول معهم.
v لا نستطيع أن نعتقد بأن بطرس ويوحنا قد شكا (بعد تأكدهما من قيامته بدخولهما القبر)، فلماذا يقول لوقا بأن التلاميذ خافوا؟
أولاً: بسبب إعلان الأغلبية (عن شكهم) الذي طغى على الأقلية.
ثانيًا: ولو أن بطرس آمن بالقيامة، لكنه دُهش إذ رأى يسوع حاضرًا فجأة بجسده، بينما الأبواب مغلقة.
القديس أمبروسيوس
رابعًا: لقد كشف لهم السيد المسيح عن شخصه أولاً بإعلانه لهم أنه عارف بما في أفكارهم وقلوبهم، إذ قال لهم: "ما بالكم مضطربين؟ ولماذا تخطر أفكار في قلوبكم؟ [38]، ثم عاد يؤكد لهم أنه المسيا المصلوب، قائلاً لهم: "انظروا يديّ ورجليّ إني أنا هو؛ جسوني وانظروا فإن الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي" [39].
يقول القديس أغسطينوس إن السيد المسيح ترك آثار جراحاته بعد القيامة ليشفي بها جراحات التلاميذ، إذ لم يصدقوا قيامته عندما أظهر ذاته لهم وظنوه روحًا. فأظهر لهم يديه ورجليه، إذ يقول: [مع أن جراحاته شُفيت، فإن آثارها قد بقيت! إذ حكم هو بأن هذا نافع للتلاميذ، أن يستبقي آثار جراحاته لكي يشفي جروح أرواحهم، جراحات عدم إيمانهم! فقد ظهر أمام عيونهم، وأظهر لهم جسده الحقيقي، ومع هذا ظنوه روحًا!... وماذا قال لهم الرب؟ "ما بالكم مضطربين؟ ولماذا تخطر أفكار في قلوبكم؟" [38]، إن كانت هناك أفكار قد صعدت إلى قلوبكم فهي قادمة من الأرض. الأفضل للإنسان ألا تصعد الأفكار إلى قلبه، بل يرتفع قلبه إلى الأعالي، حيث يود الرسول من المؤمنين أن يضعوا قلوبهم هناك، إذ يقول: "فإن كنتم قد قمتم مع المسيح فأطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله. اهتموا بما فوق، لا بما على الأرض، لأنكم قد متم وحياتكم مستترة مع المسيح في الله. متى أُظهر المسيح حياتنا، فحينئذ تظهرون أنتم أيضًا معه في المجد" (كو 3: 1-4)، أي مجد هذا؟ إنه مجد القيامة! أي مجد؟ اسمع ما يقوله الرسول عن هذا الجسد: "يزُرع في هوان، ويقوم في مجد" (1 كو 15: 43).]
يقول القديس أمبروسيوس :[ظن التلاميذ في اضطرابهم إنهم يروا روحًا، لهذا فلكي يُظهر لهم الرب حقيقة القيامة قال لهم: "جسوني وانظروا فإن الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي"... كيف يمكن أن يكون ليس في الجسد وقد ظهرت فيه علامات الجروح وآثار الطعنة التي أظهرها الرب؟!... لقد قبل الرب أن يرتفع إلى السماء بالجراحات التي تحمّلها لأجلنا، ولم يشأ أن يمحوها، حتى يظهر لله الآب ثمن تحريرنا. بهذا يجلس عن يمين الآب وهو حامل لواء خلاصنا.]
السبب الرئيسي لإبقاء آثار الجراحات كما يقول القديس كيرلس الكبير هو الشهادة لتلاميذه أن الجسد الذي قام هو بعينه الذي تألم. أما البابا غريغوريوس (الكبير)، فيقدم أربعة مبرّرات لهذه الجراحات، وهي:
أ. لكي يبني تلاميذه في الإيمان بقيامته.
ب. تبقى هذه الجراحات تعلن شفاعته الكفارية لدي الآب عنا.
ج. لكي يتذكر المؤمنين حبه لهم ورحمته تجاههم.
د. تبقى لإدانة الأشرار في يوم الرب العظيم.
خامسًا: "وبينما هم غير مصدقين من الفرح ومتعجبون،
قال لهم أعندكم ههنا طعام؟
فناولوه جزءًا من سمك مشوي وشيئًا من شهد عسل،
فأخذ و أكل قدامهم"[41-43].
من شدة الفرح لم يصدقوا أنفسهم إنهم يرون الرب، لهذا أراد أن يؤكد لهم أنه ليس خيالاً، بطلبه طعامًا يأخذه من أيديهم ويأكله قدامهم.
v لم يكن جائعًا لكنه طلب أن يأكل، فأكل بسلطانه لا عن الضرورة، حتى يدرك التلاميذ حقيقة جسده، ويتعرف العالم عليه خلال كرازتهم.
القديس أغسطينوس
v وإن كان بعد القيامة العامة للكل، لا يكون أكل ولا شرب، ولا إذا كان أحد به جرح يقوم به... إنما صنع الرب هذا ليحقق لنا أجمعين أن الجسد الذي تألم ومات هو الذي انبعث من بين الأموات.
الأنبا بولس البوشي
v بحسب أمر الناموس كان الفصح يؤكل حقًا مع أعشاب مُرّة لأن مرارة العبودية كانت لا تزال قائمة، أما بعد القيامة فالطعام حلو بعسل النحل.
القديس غريغوريوس النيسي
سادسًا: إذ حّل السيد المسيح القائم من الأموات في وسط تلاميذه، وقدم لهم نفسه خلال الحواس حتى يرفعهم بالإيمان إلى ما هو فوق الحواس، فتح أذهانهم ليدركوا ما كُتب عنه في الناموس والأنبياء، خاصة عن صلبه وقيامته.
"وقال لهم: هذا هو الكلام الذي كلمتكم به وأنا بعد معكم،
أنه لابد أن يتم جميع ما هو مكتوب عني في ناموس موسى والأنبياء والمزامير.
حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب.
وقال لهم: هكذا هو مكتوب،
وهكذا كان ينبغي أن المسيح يتألم ويقوم من الأموات في اليوم الثالث" [44-46].
إن كان قد دخل إلى العُليَّة والأبواب مغلقة ليعلن قيامته لهم، فإنه جاء ليدخل أذهانهم ويعلن تجليه فيها فتتمتع ببهجة قيامته وقوتها، وتدرك مفاهيم إنجيله وتختبر ملكوته في داخلها.
4. إرساله التلاميذ
إن كان قد أعلن السيد قيامته لتلاميذه، إنما يعلن قيامة الرأس من أجل الجسد، قام ليقيمنا معه. بمعنى آخر إن كان قد قام، إنما ليرسل تلاميذه يقدمون قوة قيامته للبشرية، فيتمتعون بالعضوية الحقيقية في جسده القائم. لذا إن كان قد بدأ عطاياه هنا بمنحه سلامه، يختمها بدعوتهم للكرازة بقوة روحه القدوس ليضموا أعضاء جددًا في جسده المقدس القائم من الأموات.
جاءت وصيته لهم: "هكذا كان ينبغي...
أن يكرز باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الأمم،
مبتدأ من أورشليم،
وأنتم شهود لذلك.
وها أنا أرسل إليكم موعد أبي،
فأقيموا في مدينة أورشليم إلى أن تُلبسوا قوة من الأعالي" [46-49].
إن كان قد قدم حياته المبذولة القائمة من الأموات، إنما لتكون وديعة ورصيدًا للكرازة بعدما تسلموا "الروح القدس" كسرّ قوتهم العلوية، في تأسيس الكنيسة جسد المسيح المقام.
يعلق القديس أغسطينوس على هذا الظهور الإلهي المختتم بإرسالية التلاميذ، قائلاً:
[أظهرَ ذاته للتلاميذ بكونه رأس كنيسته.
كانت الكنيسة منظورة فيه مقدمًا... إذ ظهر الرأس ووعد بالجسد... رأوا الرأس وآمنوا به، متلامسًا مع الجسد. أما نحن فنرى الجسد ونؤمن بالرأس... رؤيتهم للمسيح أعانتهم على الإيمان بكنيسة المستقبل، أما بالنسبة لنا فرؤيتنا للكنيسة تعيننا على الإيمان بالمسيح القائم. إيمانهم كمل، وأيضا إيماننا نحن قد كمل. إيمانهم كمل خلال رؤيتهم للرأس، ونحن إيماننا كمل برؤيتنا للجسد... هم رأوا الرأس وآمنوا بالجسد، أما نحن فرأينا الجسد وآمنا بالرأس. ليس أحد ينقصه المسيح، فهو كامل في الكل بالرغم من أن جسده لم يكمل بعد حتى اليوم.]
يقول أيضًا القديس يوحنا الذهبي الفم: [كما أن القائد لا يسمح لجنوده أن يواجهوا كثيرين ما لم يتسلحوا أولاً، هكذا لم يسمح الرب لتلاميذه أن ينزلوا للصراع ما لم يحل الروح أولاً.]
الآن إذ التقى السيد المسيح بتلاميذه أكثر من مرة وأكد لهم قيامته، ووعدهم بإرسال روحه القدوس عليهم انطلق إلى السماء لكي تنطلق معه قلوبهم وتحمل سمته السماوية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
يوستين21
عضو ملكى
عضو ملكى
يوستين21


عدد الرسائل : 1043
العمل/الترفيه : مراقب مالى
المزاج : هادى
تاريخ التسجيل : 08/03/2008

تفسير العهد الجديد  إنجيل لوقا - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير العهد الجديد إنجيل لوقا   تفسير العهد الجديد  إنجيل لوقا - صفحة 6 Emptyالجمعة يوليو 18, 2008 10:28 pm

5. صعوده إلى السماء
"وأخرجهم خارجًا إلى بيت عنيا، ورفع يديه وباركهم.
وفيما هو يباركهم انفرد عنهم وأُصعد إلى السماء.
فسجدوا له، ورجعوا إلى أورشليم بفرح عظيم" [50-52].
قلنا أن "بيت عنيا" تعني "بيت العناء" أو"بيت الطاعة"، فإنه قد أراد أن يصعد إلى السماء عند بيت عنيا، عند جبل الزيتون، حتى كل من يود أن يرتفع قلبه إلى السماء يلزمه أن يحتمل معه "العناء" ويشاركه الألم، كما يحمل سمة الطاعة التي للابن نحو أبيه. يمكننا أن نقول بأنه من أجل عصياننا نزل من السماء، وبطاعته رفعنا إلى سماواته.
لقد رفع يديه الحاملتين لآثار الجراح ببركة صليبه، مقدّمًا دمه المبذول ثمنًا لرفعهم معه.
العجيب أن التلاميذ لم يحزنوا على صعود الرب ومفارقته لهم حسب الجسد، إنما رجعوا إلى أورشليم بفرحٍ عظيمٍ، إذ أدركوا أنه حيث يوجد الرأس تكون الأعضاء، وما تمتع به السيد المسيح إنما هو باسم الكنيسة كلها ولحسابها.
6. ارتباطهم بالهيكل
"وكانوا كل حين في الهيكل، يسبحون ويباركون الله، آمين" [53].
كانوا مرتبطين بالهيكل، لا يريدون أن يتركوه بل أن يسحبوا كل قلب لإدراك المفاهيم الروحية الإنجيلية للناموس. وكانت حياتهم تسبيحًا بلا انقطاع، حتى عندما طُردوا من الهيكل وذاقوا أمر الاضطهادات على أيدي اليهود ثم الرومان.
هذه هي نهاية السفر، فيه نجد الصديق السماوي قد ارتفع ليرفع أصدقاءه، واهبًا إياهم حياة التسبيح حتى يكملوا جهادهم بفرح داخلي ويلتصقوا به أبديًا.
1 ثم في اول الاسبوع اول الفجر اتين الى القبر حاملات الحنوط الذي اعددنه و معهن اناس
2 فوجدن الحجر مدحرجا عن القبر
3 فدخلن و لم يجدن جسد الرب يسوع
4 و فيما هن محتارات في ذلك اذا رجلان وقفا بهن بثياب براقة
5 و اذ كن خائفات و منكسات وجوههن الى الارض قالا لهن لماذا تطلبن الحي بين الاموات
6 ليس هو ههنا لكنه قام اذكرن كيف كلمكن و هو بعد في الجليل
7 قائلا انه ينبغي ان يسلم ابن الانسان في ايدي اناس خطاة و يصلب و في اليوم الثالث يقوم
8 فتذكرن كلامه
9 و رجعن من القبر و اخبرن الاحد عشر و جميع الباقين بهذا كله
10 و كانت مريم المجدلية و يونا و مريم ام يعقوب و الباقيات معهن اللواتي قلن هذا للرسل
11 فتراءى كلامهن لهم كالهذيان و لم يصدقوهن
12 فقام بطرس و ركض الى القبر فانحنى و نظر الاكفان موضوعة وحدها فمضى متعجبا في نفسه مما كان
13 و اذا اثنان منهم كانا منطلقين في ذلك اليوم الى قرية بعيدة عن اورشليم ستين غلوة اسمها عمواس
14 و كانا يتكلمان بعضهما مع بعض عن جميع هذه الحوادث
15 و فيما هما يتكلمان و يتحاوران اقترب اليهما يسوع نفسه و كان يمشي معهما
16 و لكن امسكت اعينهما عن معرفته
17 فقال لهما ما هذا الكلام الذي تتطارحان به و انتما ماشيان عابسين
18 فاجاب احدهما الذي اسمه كليوباس و قال له هل انت متغرب وحدك في اورشليم و لم تعلم الامور التي حدثت فيها في هذه الايام
19 فقال لهما و ما هي فقالا المختصة بيسوع الناصري الذي كان انسانا نبيا مقتدرا في الفعل و القول امام الله و جميع الشعب
20 كيف اسلمه رؤساء الكهنة و حكامنا لقضاء الموت و صلبوه
21 و نحن كنا نرجو انه هو المزمع ان يفدي اسرائيل و لكن مع هذا كله اليوم له ثلاثة ايام منذ حدث ذلك
22 بل بعض النساء منا حيرننا اذ كن باكرا عند القبر
23 و لما لم يجدن جسده اتين قائلات انهن راين منظر ملائكة قالوا انه حي
24 و مضى قوم من الذين معنا الى القبر فوجدوا هكذا كما قالت ايضا النساء و اما هو فلم يروه
25 فقال لهما ايها الغبيان و البطيئا القلوب في الايمان بجميع ما تكلم به الانبياء
26 اما كان ينبغي ان المسيح يتالم بهذا و يدخل الى مجده
27 ثم ابتدا من موسى و من جميع الانبياء يفسر لهما الامور المختصة به في جميع الكتب
28 ثم اقتربوا الى القرية التي كانا منطلقين اليها و هو تظاهر كانه منطلق الى مكان ابعد
29 فالزماه قائلين امكث معنا لانه نحو المساء و قد مال النهار فدخل ليمكث معهما
30 فلما اتكا معهما اخذ خبزا و بارك و كسر و ناولهما
31 فانفتحت اعينهما و عرفاه ثم اختفى عنهما
32 فقال بعضهما لبعض الم يكن قلبنا ملتهبا فينا اذ كان يكلمنا في الطريق و يوضح لنا الكتب
33 فقاما في تلك الساعة و رجعا الى اورشليم و وجدا الاحد عشر مجتمعين هم و الذين معهم
34 و هم يقولون ان الرب قام بالحقيقة و ظهر لسمعان
35 و اما هما فكانا يخبران بما حدث في الطريق و كيف عرفاه عند كسر الخبز
36 و فيما هم يتكلمون بهذا وقف يسوع نفسه في وسطهم و قال لهم سلام لكم
37 فجزعوا و خافوا و ظنوا انهم نظروا روحا
38 فقال لهم ما بالكم مضطربين و لماذا تخطر افكار في قلوبكم
39 انظروا يدي و رجلي اني انا هو جسوني و انظروا فان الروح ليس له لحم و عظام كما ترون لي
40 و حين قال هذا اراهم يديه و رجليه
41 و بينما هم غير مصدقين من الفرح و متعجبون قال لهم اعندكم ههنا طعام
42 فناولوه جزءا من سمك مشوي و شيئا من شهد عسل
43 فاخذ و اكل قدامهم
44 و قال لهم هذا هو الكلام الذي كلمتكم به و انا بعد معكم انه لا بد ان يتم جميع ما هو مكتوب عني في ناموس موسى و الانبياء و المزامير
45 حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب
46 و قال لهم هكذا هو مكتوب و هكذا كان ينبغي ان المسيح يتالم و يقوم من الاموات في اليوم الثالث
47 و ان يكرز باسمه بالتوبة و مغفرة الخطايا لجميع الامم مبتدا من اورشليم
48 و انتم شهود لذلك
49 و ها انا ارسل اليكم موعد ابي فاقيموا في مدينة اورشليم الى ان تلبسوا قوة من الاعالي
50 و اخرجهم خارجا الى بيت عنيا و رفع يديه و باركهم
51 و فيما هو يباركهم انفرد عنهم و اصعد الى السماء
52 فسجدوا له و رجعوا الى اورشليم بفرح عظيم
53 و كانوا كل حين في الهيكل يسبحون و يباركون الله امين
اذكرونى فى صلواتكم
منقووووووووووووووول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ميرو
مشرف
مشرف
ميرو


عدد الرسائل : 1127
العمر : 30
العمل/الترفيه : طالبه
المزاج : جيد
تاريخ التسجيل : 18/06/2008

تفسير العهد الجديد  إنجيل لوقا - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير العهد الجديد إنجيل لوقا   تفسير العهد الجديد  إنجيل لوقا - صفحة 6 Emptyالسبت يوليو 19, 2008 1:43 pm

تفسير العهد الجديد  إنجيل لوقا - صفحة 6 13870235991891673332














تفسير العهد الجديد  إنجيل لوقا - صفحة 6 1971740314204821631ميرسى خالص يوستين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تفسير العهد الجديد إنجيل لوقا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 6 من اصل 6انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشهيد العظيم مارجرجس :: المنتديات الكتابية :: الكتاب المقدس-
انتقل الى: