إرساليته للتلاميذ
إن كان أهل وطنه قد رفضوه فإن هذا الرفض لم يوقف محبته نحوهم أو نحو البشرية بوجه، بل "دعا الأثني عشر، وابتدأ يرسلهم اثنين اثنين، وأعطاهم سلطانًا على الأرواح النجسة" [7].
في الأصحاح الثالث اختار السيد تلاميذه (3: 34) وعاينوا أعماله العجيبة (4: 35، 6: 6)، بعد أن عاشوا معه يشاركونه حياته، والآن إذ يرسلهم يهبهم سلطانًا على الأرواح النجسة. فلا يكفي سماع الكلمة ولا مشاهدة أعماله ولا الوجود معه وملازمته إنما الحاجة أيضًا ملحة لتمتعهم بسلطان لهدم مملكة الشر وإقامة مملكة النور.
يلاحظ في هذه الإرسالية الآتي:
أولاً: أرسلهم اثنين اثنين، وذلك كقول الكتاب: "اثنان خير من واحد، لأن لهما أجرة لتعبهما صالحة. لأن إن وقع أحدهما يقيمه رفيقه. وويل لمن هو وحده إن وقع إذ ليس ثانٍ ليقيمه" (جا 4: 9-10). ولعل إرسالهما هكذا لكي ينشغل أحدهما بكلمة الوعظ ويكون الآخر مصليًا له، فتلتحم الكلمة بالصلاة فيكون لها ثمرها. هذا ورقم اثنين كما رأينا قبلاً يشير إلى المحبة، إذ هي إرسالية حب مقدمة من الله للبشر. يقول البابا غريغوريوس (الكبير): [أرسل الرب تلاميذه للكرازة اثنين اثنين، لوجود وصيتين عن الحب: حب الله وحب قريبنا، والمحبة لا يمكن أن تقوم بين أقل من اثنين. بهذا أعلن لنا أن من ليس له محبة نحو قريبه يلزمه ألا يقبل عمل الكرازة بأية وسيلة ما.]
الكنيسة هي بيت المحبة لن تستطيع أن تكرز في العالم ما لم تحمل روح الحب في خدامها وكل شعبها. خلال هذا الحب يتمجد الله مباركًا كل عمل مهما بدا صغيرًا، وبدون المحبة تفقد الخدمة كل طاقتها وثمارها.
ثانيًا: "أعطاهم سلطانًا على الأرواح النجسة" [7]. إن كان عدو الخير قد ملك على قلب الإنسان فالحاجة ملحة للسلطان ضد هذا العدو. بمعنى آخر المعركة الحقيقية موقعها القلب وطرفاها الله والشيطان، ليست ثمة عداوة بين التلاميذ وأي إنسان مهما كان شريرًا أو مقاومًا، إنما العداوة ضد عدو الخير نفسه الذي يخدع القلوب ويحوّلها لحسابه.
ثالثًا: "وأوصاهم أن لا يحملوا شيئًا للطريق غير عصا فقط" [8]. إن كان السيد المسيح وهبهم سلطانًا على الشياطين كمنحة منه للعمل، فمقابل هذه العطية الإلهية سألهم أن يعلنوا ثقتهم فيه بعدم الاهتمام باحتياجات هذا العالم، فتكون كرازتهم لا بالفم وحده، وإنما بتجردهم وثقتهم بالله الذي يعولهم ويهتم بهم. يقول القديس أمبروسيوس: [يُظهر الإنجيل صفات الكارز بملكوت الله... فإنه إذ لا يطلب عونًا من موارد هذا العالم ويسلم نفسه للإيمان، يدرك أنه كلما ترك طلب خيرات الأرض ازدادت بالنسبة له.]
لم تكن الوصايا حرفية لكنها تحمل مفاهيم روحية عميقة، فعندما أوصى تلاميذه ألا يحملوا عصا (مت 10: 10) يتكئون عليها في الطريق، أو يستخدموها للدفاع عن أنفسهم حتى ضد الكلاب التي تجول في القرى والحقول أراد أن يُعلن أنه عصاهم، يتكئون عليه بقلوبهم، ويختفون فيه ليسندهم على الدوام. لكنه هنا يسمح لهم بالعصا ربما إشارة إلى الصليب، إذ لا تقوم الكرازة ما لم يحمل الكارز عصا الصليب، مشاركًا سيده في آلامه وصلبه .
يرى البعض أن السيد المسيح منع تلاميذه من حمل أي شيء حتى العصا من أجل الكمال، لكنه سمح بها من أجل الضعف كأن يكون الكارز مريضًا أو شيخًا ضعيف الجسم يحتاج إلى عصا يرتكز عليها.
رابعًا: "لا يحملوا مزودًا ولا خبزًا ولا نحاسًا في المنطقة" [8]، ليكون الرب نفسه هو طعامهم وشرابهم وغناهم.
لعل المزود يشير إلى ثقل أتعاب هذه الحياة، والخبز إلى مباهجها، أما النحاس في المنطقة فيشير إلى دفن المواهب، وكأنه لا يليق بالكارز وقد اهتم كطبيب روحي بخلاص إخوته أن يرتبك بثقل هموم هذه الحياة، ولا تجتذبه ملذاتها، كما لا يليق به دفن مواهبه التي تقبلها من يدي خالقه.
يقول القديس يوحنا سابا: [كما أن النار لا تثبت في الماء هكذا معرفة الله لا تثبت في القلب المشتبك بشهوات العالم]، [ليس من رذل العالم بالكمال إلا ذاك الذي تتقد فيه نارك دائمًا يا رب.]
هذا ونلاحظ أن الوصية بالنسبة للتلاميذ مشددة، فلا يحملوا حتى المزود الذي فيه الضرورات، ولا الخبز وهو أساسي في الطعام، ولا نحاسًا في المنطقة، إذ أعتاد اليهود أن يحملوا العملات الصغيرة في منطقة. إنه يمنعهم من قليل القليل.
خامسًا: أوصاهم أن يكونوا مشددين بنعال، ولا يلبسوا ثوبين [9]. فقد اعتاد اليهودي أن يلبس خمسة أشياء هي:
أ. القميص أو اللباس الداخلي.
ب. الرداء الخارجي أو عباءة أو شملة، يرتديها في النهار ويتغطى بها ليلاً.
ج. المنطقة تربط على القميص والرداء معًا.
د. اللباس للرأس، أي عمامة بيضاء أو زرقاء أو سوداء.
ه. النعل أو الصندل.
يطالبهم السيد بأن يشدوا نعالهم، لعل هذه الوصية تشير إلى التحرك المستمر والعمل الكرزاي غير المنقطع، فيكون الكارز سائرًا بنعليه بغير توقف، خاصة وأن طريق الكرازة مملوء بالأشواك. ويرى البعض أن شدّ النعال الداخلية للقلب يشير إلى الاستنارة للتعرف على طريق الرب كقول المرتل: "سراج لرجليكلامك ونور لسبيلي"، فلا تتسخ أعماقنا بتراب هذا العالم ودنسه.
هكذا يليق بالكارز أن يشد الحذاء الداخلي الحق، بعد أن يخلع نعليه القديمين، متخليًا عن جلد الحيوانات الميتة التي منها تُصنع النعال، فيصير كموسى النبي الذي خلع نعليه في الأرض المقدسة ليرى العليقة النارية ويقبل دعوة الله للعمل القيادي الروحي (خر 3)
ينهينا السيد المسيح عن ارتداء ثوبين، فإن من لبس المسيح لا يليق به أن يلبس العالم كثوبٍ يرتديه. من اختفى في الرب مقدسًا لا يعود يلبس محبة الزمنيات.
سادسًا: "وقال لهم: حيثما دخلتم بيتًا فأقيموا فيه، حتى تخرجوا من هناك" [10]. أراد بهذه الوصية ألا تشغلهم المجاملات ومحبة الإخوة العاطفية عن جدية العمل الكرازي، فإن كانت البيوت تفتح بالحب من أجل الساكن فيهم، فيليق بهم ألا ينحرفوا عن غايتهم الروحية، ولا يتكاسلوا عن رسالتهم الأصلية، ألا وهي البلوغ بكل نفس إلى حضن الآب.
ما هو هذا البيت الذي دخلناه ويلزم أن نقيم فيه حتى نخرج من هناك إلا الحياة الإنجيلية الكنسية؟ فإنها حياة ملائكية، قبلناه كبيت روحي، نعيش فيه لنحيا في السماوات، لا نترك هذه الحياة حتى نخرج من العالم لننعم بالسماوات عينها.
سابعًا: "وكل من لا يقبلكم ولا يسمع لكم، فأخرجوا من هناك، وانفضوا التراب الذي تحت أرجلكم شهادة عليهم" [11].
نفض التراب إنما يعني أن الكارز قد احتمل مشاق الطريق الطويل، وقد صار تراب الطريق نفسه شاهدًا على رافضي الكلمة. وربما يعني أنهم لم يتقدموا إليهم بالكرازة لغرض مادي، فإنه حتى التراب الذي لصق بأرجلهم أثناء قدومهم إليهم ينفضونه على عتبة أبوابهم. إنهم يتركون لهم كل شيءٍ شهادة عليهم.
يرى القديس يوحنا الذهبي الفم في هذا التصرف "علامة مرعبة"، تجعل التلاميذ لا يفقدون جراءتهم بل يزدادون شجاعة، فإنهم يعلنون أنهم ينفضون كل ما هو مادي، يتركون لهم ترابهم وفكرهم الأرضي، ليعيشوا ملتصقين بما هو سماوي. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم بأن هذا الفكر يقوم على ما اعتاده اليهود قديمًا حينما كانوا ينطلقون خارج فلسطين، ففي عودتهم إليها ثانية ينفضون الغبار قبيل دخولهم الأرض المقدسة، ليعلنوا أنهم عادوا إلى أرض الموعد، لا يحملون دنس العالم الوثني وترابه، بل هم بالحق محبون للقداسة.
يعلق القديس أمبروسيوس على هذا التصرف في تفسيره إنجيل لوقا بالقول: [يأمرنا الرب أن نترك من كان إيمانه سقيمًا أو كان البيت هرطوقيًا فنهرب منه. يجب أن ننفض غبار أرجلنا حتى لا يعوق جفاف الأرض الملتوية النابع عن إيمان سقيم مجدب كالأرض البور الرملية طريقك الروحي. فإن كان من واجب الكارز بالإنجيل أن يأخذ على عاتقه ضعفات المؤمنين الجسدية، ويحملها بعيدًا، ويسحق تحت قدميه أعمالهم البطالة الشبيهة بالغبار، كما هو مكتوب: "من يضعف وأنا لا أضعف" (2 كو 11: 51)، فإنه يلزم المؤمن أيضًا أن يبتعد عن الكنيسة التي ترفض الإيمان، المبنية على أساس غير الإيمان الرسولي لئلا ينخدع ويضلله الإيمان السقيم، هذا ما يؤكده الرسول بقوله: "الرجل المبتدع بعد الإنذار مرة ومرتين أعرض عنه" (تي 3: 10).]
ثامنًا: تمم التلاميذ الإرسالية بنجاح، إذ يقول الإنجيلي: "فخرجوا وصاروا يكرزون أن يتوبوا. وأخرجوا شياطين كثيرة، ودهنوا بزيت مرضى كثيرين فشفوهم" [12-13]. كان محور كرازتهم "ملكوت السماوات"، طريقه التوبة الصادقة النابعة عن الإيمان بالسيد الذي يملك في القلب، أما ثمر هذه الكرازة فهو شفاء النفس والجسد. تُشفى النفس بإخراج الشياطين، ويُشفى الجسد بموهبة الشفاء خلال الدهن بالزيت.
ويلاحظ في كلمات الإنجيلي أن عملية الدهن بالزيت لم تكن عملية فردية قام بها تلميذ دون آخر، بل هو عمل جماعي، قام به التلاميذ جميعًا أثناء عملهم الكرازي. فلابد أن تكون هناك وصية إلهية ألزمتهم بها عند إرسالهم. هذه الوصية كشفها معلمنا يعقوب في رسالته إذ يقول: "أمريض أحد بينكم فليدع قسوس الكنيسة ويدهنوه بزيت..." (يع 5: 14). يقول أحد الدارسين أنه واضح من النص أن الشفاء لم يكن يتم كأثر طبيعي للزيت، إنما كان دهن الزيت يمارس كعمل سري خارق مثله مثل وضع الأيدي. ويقول البعض انه ليس ثمة ما يجعلنا ننكر أن التلاميذ قد مارسوا هذا العمل وربما السيد نفسه، لكننا لم نسمع عن السيد أنه مارس هذا العمل.
3. موقف هيرودس منه
سمع هيرودس انتيباس عن السيد المسيح وأعماله العجيبة، فظن أن يوحنا المعمدان الذي قتله ثمنًا لرقصة فتاة في يوم ميلاده قد قام. هذا الفكر على ما يظن كان شائعًا عند اليهود، أن بعض القديسين خاصة الذين يستشهدون يقومون مرة أخرى في هذا العالم بعد أن يهبهم الله سلطانًا خاصًا بعمل القوات. هذا من جانب، ومن جانب آخر فإن ظنون هيرودس هذه تكشف عما يجول في أعماقه، فإن كان قد سلم صوت الحق للسيف، وقدم رأس يوحنا لراقصة، لكن بقي يدوي في أعماقه بلا هدوء، يلازمه بلا توقف!
على أي الأحوال يكشف لنا الإنجيلي مرقس عن ثلاثة اتجاهات في النظرة نحو شخص السيد:
أ. نظرة الخائفين كهيرودس، فقد ظن أن الذي قتله قد قام، ومع هذا لم يقدم توبة بل كمل طريق شره والتصق بامرأة أخيه فيلبس في حياته. وقد سماه السيد المسيح ثعلبًا (لو 13: 32)، وكان أحد القضاة الذين مثل يسوع أمامهم (لو 32: 7-12).
ب. نظرة الماديين، فقد جاء السيد المسيح للخلاص، وبالرغم من الأعمال الفائقة التي قدمها تشهد له قالوا أنه إيليا [15]، إذ كان هؤلاء الماديون يتوقعون مجيء إيليا قبل المسيا ليمهد له الطريق، حيث يأتي المسيا على السحاب علانية ويرد المُلك لإسرائيل على مستوى زمني مادي، فيه يخضع العالم كله لليهود.
ج. نظرة اليائسيين، هؤلاء الذين في يأسهم عاش إسرائيل قرابة 300 عامًا بلا نبي ظنوا في السيد أنه أحد الأنبياء [16].
هذه النظرات الثلاث لم تبلغ الحق، ولا أدركت شخص المسيا، فالحاجة إلى الله نفسه الذي يهب الإعلان في الداخل، ويكشف عن الحق السماوي.
إذ استعرض الإنجيلي هذه النظرات قدم لنا قصة استشهاد القديس يوحنا المعمدان بواسطة هيرودس الملك [16-29].
هيرودس هذا هو هيرودس أنتيباس بن هيرودس الكبير من زوجته مالثاكي السامرية، وقد وقف القديس يوحنا المعمدان يصرخ أمام الدعارة العلنية التي مارستها عائلة هيرودس الكبير الذي تزوج عشرة نساء وكان له أبناء كثيرون، وتحولت الحياة الزوجية عن قدسيتها إلى مؤامرات وفتن لاغتصاب المُلك، نذكر على سبيل المثال:
أ. تزوج ابنة فيلبس (الذي من مريم البوستين) هيروديا ابنة أخيه أرستوبولس (من مريم المكابية).
ب. تزوج فيلبس الآخر (الذي من كليوباترة أورشليم) بسالومي ابنة أخيه فيلبس السابق ذكره.
ج. تزوج هيرودس أنتيباس (الذي من مالثاكي السامرية) من هيروديا زوجة أخيه فيلبس وهو حيّ، هذه التي رقصت ابنتها سالومي في عيد ميلاده وطلبت رأس يوحنا المعمدان لتستريح والدتها من صوته، وللتأكد أن هيرودس لن يؤنبه ضميره فيما بعد بسبب هذا الصوت فيطلقها.
فيما يلي رسم مبسط لهذه الزيجات:
هيرودس الكبير
كليوباترا مالثاكي السامرية مريم البوستين مريم المكابية دورس
فيلبس أرخيلاوس هيرودس فيلبس ارستوبولس اسكندر أنتيباس
(تزوج سالومي) (تزوج هيرودا) (تزوج هيروديا) (قتله أبوه) (قتله أبوه) (قتله والده)
سالومي هيروديا
قصة استشهاد القديس يوحنا المعمدان على يدّي هيرودس لم تكن مخفية بل عرفها الكثيرون، وسجلها لنا المؤرخ اليهودي يوسيفوس، لكنه لم يسجل أنها ثمن رقصة سالومي ابنة هيروديا، إنما سجل ما أشيع في ذلك الوقت أنه خشى من تحريض القديس يوحنا للشعب اليهودي وإثارته لمشاعر الجماهير ضد الملك، أي قتله بتهمة إثارة الفتنة.
في عيد ميلاده عوض أن يُخرج يوحنا من السجن إذ اُسلم بخيانة على ما يبدو من اليهود أنفسهم اهتم بإقامة وليمة رقصت فيها سالومي ابنة هيروديا، فلطخت يوم ميلاده بسفك دم بريء، إذ طلبت يوحنا المعمدان على طبق لتسلمه لأمها!
يقول الأب ثيؤفلاكتيوس: [كان أسيرًا بواسطة شهوته حتى قدم مملكته ثمنًا لرقصة. بينما كان يجب عليه أن يشكر الله، إذ جاء به في مثل هذا اليوم إلى النور (يوم ميلاده) تجاسر بارتكاب هذه الأعمال الشريرة. وبينما كان ينبغي عليه أن يحرر من هم في القيود، إذا به يضيف إلى القيود قتلاً.]
يحذرنا القديس أمبروسيوس من الولائم الخليعة فيقول: [قُطعت رأس يوحنا سابق المسيح كرغبة راقصة، فصار مثلاً لإغراءات الرقص بكونها أكثر ضررًا من جنون الغضب الذي يدنس المقدسات.]
ويرى العلامة أوريجينوس في سجن النبي وقتله إشارة إلى ما فعلته الأمة اليهودية إذ أرادت أن تكتم النبوات وتقيد عملها، وظنت أنها قادرة على منع تحقيقها بموت المسيا.
في وسط ملذات الوليمة وإغراءات الرقصات الماجنة أقسم هيرودس لصبية أن يقدم لها ولو نصف مملكته، فصار قاتلاً للقديس يوحنا المعمدان. لهذا يحذرنا القديس يوحنا الذهبي الفم من القسم، قائلاً: [تأمل ما عانته الأسباط بسبب القسم بخصوص سبط بنيامين (قض 21: 5-10)، وما عاناه شاول بسبب قسمه (ا صم 14: 24)، فقد أضر شاول نفسه، أما هيرودس ففعل ما هو أشر من الأذية، إذ صار قاتلاً. تعلمون أيضًا ما حدث مع يشوع عندما أقسم بخصوص الجبعونيين (يش 9). بالحق أن القسم هو فخ الشيطان. لنفك حباله ولنتحرر منه، لنحل كل شراكه وننطلق من فخ الشيطان هذا.]
على أي الأحوال دفع هيرودس دم القديس يوحنا المعمدان ثمنًا لاغتصاب امرأة أخيه ولأجل إراحة ضميرها من جهة عرس أثيم، أما السيد المسيح فدفع دمه ثمنًا ليسترد عروسه من عدو الخير.
يقارن البعض بين القديس يوحنا المعمدان وهيرودس من جوانب متعددة: