- أخطاء تاريخية: قوله إن بيلاطس الوالي، وكذا حنان وقيافا رئيسي الكهنة كانوا أيام ميلاد المسيح (فصل3: 2)، والصحيـح أنهم كانوا في عهد صلبه بعد نحو 33 سنة. كما يشيـر إلى جماعة الفريسيين في زمان إيليا (حوالي 900 ق.م) ويقول إنهم كانوا 17 ألفاً (145: 1)، مع أن جماعة الفريسيين لم يُعرفوا في التاريخ إلا بعد الرجوع من السبي (أي بعد زمان إيليا بمئات السنين)، ولم يظهروا كحزب ديني إلا في القرن الثاني قبل الميلاد فقط.2- أخطاء جغرافية: يقول إن مدينة الناصرة تقع على البحر (20: 1، 9)، والواقع أنها في جبل. كما يذكر أن في فلسطين مقاطع للأحجار(109: 9)، مما يثبت جهله، وأنه لم يرَ فلسطين في حياته.
3- أخطاء لاهوتية: إذ يتحدث عن بكاء الشياطين، وعن بصقهم (55: 14، 35: 26)، فمن أيـن للشياطين - وهى أرواح - بالمـاء للدمع أو للبصاق؟! كما يتحدث عن بكاء النباتات والأعشاب دمـاً (53: 19)، فمن أين للنباتات بلازما أو دم!! كما يقول إن من لا يصلى هو أشـر من الشيطان (36: 2)، فهل هناك من هو أشـر من الشيطان؟! ثم أن الشيطان لا يصلى!
4- أخطاء روحية: فهو يحرِّم كل أنواع الحب كحب الأب لابنه (99: 10-14) أو الأم لابنها، وكذا محبة التلاميذ ليسـوع (220: 18)، ومحبة الشعب للهيكل (99: 7-9). ثم يتجاسـر فيستخدم تعبيراً غير لائق عن الله جل مجده وهو أنه يحب إسرائيل كعاشق (99: 3). ومن روحيات هذا الكتاب تمجيده للقذارة (57: 14، 19)!!
5- أخطاء كتابية: فينسب أقوال آساف فى مزمور 73 إلى داود (25: 10)، وكلمـات حزقيال 18: 23 إلى يوئيل (165: 1)، وكلمات ملاخي 2:2 إلى ميخا (158: 4). بالإضافة إلى أخطاء أخرى مثل قوله إن اليوبيل كل مائة عام (82: 18)، والصحيح أنه كل خمسين عاماً (لا 25: 11)، وأن داود قضى على مفيبوشث (50: 35) والصحيح أنه أشفـق عليه (2صم21: 7)، وأن يونان حاول الهرب إلى طرسوس (63: 5، 6) مع أنه هرب إلى ترشيش وهي ميناء في أسبانيا بينما طرسوس في تركيا! وأن كورش طرح دانيآل في جب الأسود (50: 36) والصحيح داريوس المـادي لا كورش (دا 6)، وأن الذين نجوا من الطوفان هم نـوح وثلاثة وثمانون شخصاً (115: 7) والصحيح أنهم جميعـاً ثمانية (تك 7: 1، 7، 13و1بط 3:) وغيرها الكثير جداً.
6- مبالغات ساذجة: فيعتبر أن السموات تسع عاشرهـا الجنة. بالإضافة إلى مبالغات خاوية من أي معنى دقيـق، إذ يحـدد بُعد السماء الأولى عن الأرض بمسيرة 500 سنة(!)، وكـذلك كل سماء عن التي تليها. ونسبة الأرض إلى السماء كرأس إبرة(!)، وكذلك حجم الجنة إلى كل حجم الأرض والسموات (فصل 105، 178). وفى قصـة خلق آدم يأتي بخرافات تافهة، إذ يقول إن الله خلق كتلة من التراب وتركهـا 25 ألف سنة دون أن يعمل شيئا!! (35: 7). وأن إيزابل قتلت 10000 نبي في سنة واحدة، فكم كان عدد الأنبياء وقتها؟! (18: 5، 148: 7). كما يذكر أن مليون ملاكاً كانوا يحرسون ثياب الرب يسوع!(13: 10)..الخ.
7- تناقضات مكشوفة: فيذكر عـدد الشياطين في المجنـون 6666 وأنها لما خرجت من المجنون دخلت في 10000 خنزير (21: 6، 10، 12) !! أي أن الشياطين انقسمت ليكون نصيب كل خنزير جزءاً من شيطان! ومرة أخرى يذكر أن الرب قال: تعزيتي هي في مجيء الرسول الذي سيبيد كل رأى كاذب فىَّ، وبعدها - مشيراً إلى من سينادون بالمسيح - يقول إنه سيأتي بعد رسول الله عدد غفير من الأنبياء الكذبة!! (97: 4-10).
8- خرافات عجائزية: فقصة الخلق كما ذُكِرت في فصل 35 مليئة بالخرافات التي لا يقبلها أكثر الناس سذاجة ولا نستصوب مجرد ذكـرها الآن. وفي فصل 40 يعزو العلامة المسماة بتفاحة آدم إلى أكل آدم من الشجرة المحرمة، وفاته أن العيوب المكتسبة لا تورث. ويشير إلى خرافة المسخ (27: 5) وإلى تعليم المطهر(136، 137)...الخ.
9-تعاليم تجديفية: وهى أسوأ ما فيه إذ هي تناقض تعاليم المسيحية تماماً. فالرب له المجد في نظره ليس أكثر من إنسان ويلعن من يسميه الله (53: 34، 35)، ويذكـر أن الذي صُلِب هو يهوذا لا الرب يسوع (14: 10 ، 216 - 220)، وأن الرب له المجد كان محتاجاً لفدية، وأنه قال للملاك "سمعاً وطاعة" (13 : 15 - 18)...الخ الخ.
هذه نبذة سريعة على ذلك الإنجيـل المـزعوم ومحتوياته. والواقع إن سِرَ تهليل البعض لهذا المؤلف وإعجابهم به لا يرجع إلى قيمة إيجابية فيه تجعلهم يؤمنون بما يحتويه، بل ترجع إلى ما فيه من سلبيـات، أعنى بها تلك التجاديف التي كومها المؤلف ليحط بها من قـدر المسيح، ولينكر الصليب. الأمر الذي يذكرنا بقول بولس الرسول « وكما قـاوم ينيس ويمبريس موسى كذلك هؤلاء أيضاً يقاومون الحق، أناس فاسدة أذهانهم ومن جهة الإيمان مرفوضون. لكنهم لا يتقدمون أكثر لأن حمقـهم سيكون واضحاً للجميع كما كان حمق ذينك أيضاً » ( 2تى 3: 8، 9 ).
كتاب المورمون
جماعـة المورمون هي بدعة مسيحية ظهرت في أمريكا في النصف الأول من القرن التاسع عشر. ومع أنهم ظاهـرياً لا ينكرون الكتاب المقدس، لكن يؤمنون إلى جانبه بكتاب خاص بهم ويقولون إن رئيس جماعتهم ومؤسسها "جوزيف سميث" قد ظهر له ملاك، وأخبره عن أمر هذا الكتاب الذي كتبه الأقدمون بلغة غير مفهومة على ألواح ذهبية ورقائق نحاسية، وأخفوه كى لا يراه أحد إلى أن يظهر فى الأيام الأخيرة! ويقولون أيضا إن شخصاً يدعى موروني (هو آخر كتبة هذه الرقائق وقد مات سنة 421م) قام من الأموات عام 1827 وسلم جوزيف سميث هذه الرقائق! وعن طريق حجرين خاصين كشف عنهما الملاك، أمكن لجوزيف سميث ترجمـة هذه الرقائق. ونشر هذا الكتاب بالإنجليزية لأول مرة عام 1830.
يحتوى كتاب المورمون هذا على 15 سفراً. تتحدث في مجملها عن أخبار وتاريخ جماعة سكنت في أمريكا في الفترة من سنة 600 ق.م إلى 421 م، هم سكان قارة أمريكا الأوائل، على حد زعمهم.
ملئ هذا الكتاب بما يناقض تعاليم الكتاب المقدس الأساسية، فهو مثلاً ينكر حقيقة الثالوث (ايثر3: 14)، بل ينكر أن الله روح ويعتبره لحماً ودماً!! (ايثر3: 6). كما ينكر كمال وكفاية عمل المسيح الواحـد على الصليب، إذ يقولون إن المسيح بعد صعوده إلى السمـاء نزل ثانيـة إلى أرض نيفي وخدم بينهم، وأقام هناك رسلاً، وزودهم بسلطـان المعمودية (3نيفى11: 8). وينكر كمال وعصمة أسفار العهد الجديد بزعمه أن الكنيسة حذفت أجزاء هامة جداً وثمينة منه. وزعمه أيضاً أن ثلاثة من الرسل سيمكثون على الأرض بين شعب نيفي حتى مجئ المسيح (1نيفى13: 22- 29، 3نيفي 28). كما ينكر ولادة الإنسان بالخطية (موروني 8)، وعذاب أرواح الأشرار بعد موتهم (ألما 40: 11). وكثير من التجاديف الأخرى. ولقد شهد عن هذا الكتاب شخص عاش مرمونياً سنوات طويلة، ثم تداخل الله بالنعمة وأنقذه فقال "لقد قرأت كتاب المورمون 15 مرة. وأُقِـر أنه مجرد مؤلَّف أدبـي شجني ملـئ بالهراء بالمقابلة مع كتاب الله، الكتاب المقدس"
كتب أخرى:
تشير أسفار الوحي أحيانا إلى كتب وأسفار ونبوات ليس لها وجود في الكتاب المقدس، مما يسبب تساؤلات لدى البعض. لذا نذكر بعض الأمور لتوضيح هذه الصعوبة.
الأمر الأول: يقتبس بعض كتـبة الوحي من (أو يشير إلى) أسفار وكتب بشرية، أقوى دليل على أن مصدرها ليس إلهياً هو عدم وجودها اليوم. ومن هذه الكتب:
1- كتب تاريخية وكتب شعرمثل:
كتاب حروب الرب (عد 21 : 14). هو كتاب فيه تسجيل لانتصارات شعب الله، يرجح أن تجميعه بدأ وهم في البرية لتسجيل انتصارات الرب بهم (خر 15: 3)، ثم أضيفت إليه بعض الإضافات في مناسبات تالية.
سفر ياشر: يشار إليه مرتين في يشوع 10: 13، 2صموئيل 1: 18، وكلا الإقتباسين كُتِبا في الأصـل العبري بالشعر، مما يدل على أنه كتاب تراتيل أو أشعار لتخليد المناسبات الهامة في حياة الأمة الإسرائيلية. وكلمة ياشر تعنى مستقيم. وقد يكون ياشر هذا ليس اسم علم بل صفة، بمعنى أن المستقيمين هم الذين يتمتعون باهتمام الرب ورعايته (مز 73: 1، 33: 1). ولا يستبعد أن يكون هذا السفر استطراداً لكتاب حروب الرب السالف الذكر.
<LI>
2- السجلات التي كان الملوك عادة يحتفظون بها لتسجيل الأحداث الهامة في أيام حكمهم : مثل
</LI>
سفر أخبار الأيام للملك داود: (1أخ 27: 24)،
سفر أمور (أو أعمال) سليمان: (1مل 11: 41)،
سفر أخبار الأيام لملوك إسرائيل و لملوك يهوذا (1مل 14: 19، 29....الخ).
هذه السجلات كان يدوَّن فيها أحداث المملكة الهامة، وهى تشبه سفر أخبار الأيام الوارد ذكره في أستير 2: 23،6: 1-3. إنها مثل اليوميات التي يسجلها الناس في الوقت الحاضر. وواضح أنها شئ مختلف تماماً عن سفر أخبار الأيام المتضمَن في الأسفار القانونية. وكانت هذه الأسفار بمثابة وثائق تمهيدية، ربما يكون كتبة الوحي قد استقوا بعض معلوماتهم منها.
<LI>
3- السجلات التي سجلها الأنبياء للأحداث المعاصرة لهم في مذكراتهم الخاصة دون أن يكون ذلك بالوحي مثل:
</LI>
سفر أخبار صموئيل الرائي؛ وهو ليس سفر صموئيل الذي في الكتاب المقدس (1أخ 29: 29).
سفر أخبار ناثان الرائي وأخبار جاد الرائي(1أخ 29: 29).
أخبار شمعيا النبي وعدو الرائي (عن الانتساب) (2أخ 12 : 15).
مدرس (أي قصة) النبي عدو (2أخ 13: 22).
كتاب إشعياء بن آموص، بخلاف السفر المعروف باسمه (2أخ 26: 22).
أما الدرس الذي نتعلمه من هذه الاقتباسات والإشارات السابقة فهو أنه يمكن لخـادم الكلمة بإرشاد الرب أن يقتبس من أقوال البشر في خدمته لتوضيح الفكرة أو لجذب التفات السامعين. فهكذا فعل الرسول بولس في خدمته الشفوية (أع 17: 28) وكذا في رسائله ( تي 1: 12 ، 13). أنظر أيضا 2تي 4 : 13.
الأمر الثاني: لم يسجل الكتاب المقدس، على مدى تاريخه، كل اتصال إلهي مع الإنسـان وكل إعلان من الله للبشر، بل تضمن فقط ما رأى الله أنه لازم لنا لأجل بنياننا وتعليمنا (أنظر يو 20: 30، 21: 25). وهذا ينطبق على نبوة أخيـا الشيلوني ويعدو الرائي على يربعام (1مل 15: 29، 2أخ 9: 29)، ونبوة ياهـو بن حناني النبي على بعشا (1مل 16: 7) ونبوة ميخا بن يملـة على أخآب (2أخ 18: 7)، وأقوال يونان النبي عن انتصار إسرائيل (2مل 14: 25)، ونبوة أوريا بن شمعيا على أورشليم وأرض يهوذا (إر 26: 20 )...