منتدى الشهيد العظيم مارجرجس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الشهيد العظيم مارجرجس


 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 شخصيات من كتب الراهب كاراس المحرقى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
admin
Admin
Admin



عدد الرسائل : 1197
العمر : 40
العمل/الترفيه : c.eng
المزاج : good
تاريخ التسجيل : 23/02/2008

شخصيات من كتب الراهب كاراس المحرقى Empty
مُساهمةموضوع: شخصيات من كتب الراهب كاراس المحرقى   شخصيات من كتب الراهب كاراس المحرقى Emptyالسبت أكتوبر 25, 2008 10:06 pm

[size=25]
امرأة تنزف الحياة
المرأة نازفة الدم + من كتاب الحب الإلهي
في وادي ظل الحياة المرصوف بالألم عاشت وحيدة تسير في ظلام الليل، وليس من رفيق سوى شبح الموت، الذى يلتهم أجسادنا، هناك على ضفاف نهر الدماء والدموع وقفت تصرخ، والحزن كالمارد ينتصب أمام عينيها، وأجنحته السوداء تخيم عليها، ويده الهائلة تجرف إلى الهاوية روحها! عاشت صباها مسجونة في كهف مظلم من سقفه تتدلى أفكار اليأس، وفى زواياه تدب حشرات الذل، ولكم أن تتخيلوا إنسانة نجسة تنزف الحياة قطرة قطرة منذ إثنتي عشـرة سنة! وفى لحظة لم تتكرر في حياتها، وبينما كان رب المجد يسوع ذاهباً لشفاء إبنة يايرس والجمع يزحمه (مر5 :12-24) علمت المرأة، فسارت بألف قدم فوق الجبال والأودية والسهول حتى وصلت إليه، ثم جاءت من خلفه ولمست هُدب ثوبه دون أن تتكلم، كأنها عرفت أن لابن الله لغة سماوية تترفع عن الأصوات التى تُحدثها ألسنة البشر‍! لقد اقتحمت بسفينة إيمانها أمواج البحر التي أحاطت بيسوع قبطان حياتنا، ولما اقتربت منه كانت سفينتها مطلية بألوان صفراء كشمس المغيب، لكنها سرعان ما تحولت خضراء كقلب الربيع، وزرقاء ككبد السماء، وهكذا دخلت ميناء بلدها بفرح عظيم، وخرج الناس لملاقتها بالفرح والتهليل، فالنجسة قد تطهرت وما هو سر طهارتها؟!

لكن يسوع يرفض أن يتم شفاء المرأة سراً، لكي تنكسر العيون التي كانت في كل مكان تلاحقها، وتتضع النفوس التى كانت تهرب من ملاقتها، وبصوت تمتزج في نبراته قوة أمواج البحر ورقة النسيم، يُعلن أن قوة قد خرجت منه(مر30:5) فلما تكلم يسوع تراخت خيوط قلبها من هيبته، وأخبرته قدام الشعب لأي سبب لمسته، وكيف برئت بمجرد أن لمست هدب ثوبه، فقال لها يسوع والحب يسـيل على شفتيه الطاهرتين: " يا ابنة إيمانك قد شفاك " (مر34:5) وقد كانت هذه هى المرة الوحيدة التى يدعو فيها يسوع إمرأة إبنته! وهكذا تحولت النكبة الخرساء إلى رواية أبدية، تُعلن عن حب الله للخطاة، والمرأة التي اغتسلت بالدماء والدموع، ها هي الآن تتعطر بالمر واللبان، أما الدماء التي نزفتها فقد جرت ماء عذب في أنهار الحياة، ودموعها التي نثرتها أنبتت على الأرض أزهاراً وأشجاراً ! وقد كانت أثمارها حلوة كالشهد، عطرة كأنفاس الياسمين! لقد عادت الحياة إلى تمثال البؤس، فرجعت المرأة إلى كهفها المظلم حيث تتراكض الأشباح المخيفة، أشباح الفكر التي لا تشفق ولا تحزن على إنسان، عادت لتحوله إلى قصر بديع فيه تنشد العصافير أنشودة شفاءها، والبلابـل ترنيمة خلاصها
أعمى تسيل أحلامه ليرى النور
المولود أعمى + من كتاب الحب الإلهي
كان أعمى منذ ولادته، لم يرَ الحياة سوى ليل أسود، طلع فيه القمر ناقصاً وظهر بين النجوم كوجه ميت شاحب غارقاً في المساند السوداء بين شموع ضئيلة تحيط بنعشه! في ساحة المدينة كان يجلس للتسول، والسكينة العميقة تخيم على صدره، كأنها كف ثقيل ألقته الظلمة على جسده، لقد خرج الأعمى من ظلمة الأحشاء ليحيا في ظلمة الحياة، خرج من بطن أمه خروج آدم من الفردوس، ولكن حواء قلبه لم تكن بجانبه، لتخدمه وتجعل له العالم فردوساً.. وهكذا عاش الأعمى يُسـيل أحلامه على الطريق، ويكاشف طيور السماء آماله وآلامه، تنتظر مجئ البار الذى أمم ويفتح عيون العميان (إش6:42) وها ساعة مجيئه قد اقتربت وكل شئ قد أُعد لاستقباله، وفى بيت لحم ينبثق النور وبسرعة ينمو الطفل نمو الهلال إلى أن صار قمراً، وكالبرق يتناقل الناس تعاليمه الجديدة ويتأملون معجزاته الفريدة... ويأتي المسيح إلى أورشليم ليدشن رسالة العهد الجديد، ويمر والأعمى جالس فوق مستنقعاته، يُحاكى الزمان آلامه، ويمد يده يريد نوراً وحياة! وقد جاء النور ليمنحه الحياة ويفتح له أبواب السماء، ويتفل يسوع على الأرض، ويصنع من التفل طيناً يطلى به عينى ذلك الأعمى، وينقسم الناس بين مؤيد ومعارض، ويشتد الصراع بين النور والظلمة، وتنتصر الظلمة ولكن إلى حين! فيُطرد الأعمى من المجمع! فما كان على يسوع إلا أن يعمل من قلبه مجمعاً له، لقد امتلأت عيني الأعمى بنور الحياة وقلبه بنور الحب، فتحول الليل بظلامه إلى وشاح من نور يستر كل حواسه، وتحول هو إلى شعلة مقدسة من نور ونار، لم تنطفئ حرارتها ولم تختفِ أشعتها، فأصبح النور يتكئ في عينيه، ويملا أُذنيه، ويسيل على شفتيه، ولم يبقَ سوى أن يشيع النور في كل مكان! فمن كان يظن أن المتسول الذى كان يقتات خبز الاستحسان، يتجول بين الناس ليجود بنور المسيح على المساكين ويكحل به عيون العميان! آمن الأعمى بالمسيح وتبع النور فقاده من الصحراء القاحلة إلى حقول تنبت أزهاراً حيث لا تنفث الثعابين بأنفاسها، وهو الآن يتمنى أن يُعطى عينيه لكل من فقد الإيمان ليرى بهما النور، ويُقرض قلبه النوراني لكل لمن قاسى آلاماً، وبيده مسح دموع حزانى، وبساقيه سار على درب الحياة، ساكباً دمه في تربة الإنسانية لتُنبت ورود المحبة! إن كل ما في يقظة الربيع من جمال يجتمع بين أضلع الرجل الذى حُرم النظر ثم أعطاه الله نعمة النور، إذ لا يوجد نوراً أشد سطوعاً وأكثر لمعاناً، من الأشعة التي يبعثها الله في عيني إنسان ولد أعمى! وهكذا تحول الخيال إلى حقيقة والحلم إلى يقظة، وأصبح الأعمى يعانق النور لا الظلمة، ويرتوى من جداول الماء لا الأحلام

خاطئة نقشت قلبها في هيكل اللذات
المرأة الخاطئة + من كتاب الحب الإلهي
عاشت المرأة الخاطئة تحوم مرفرفة حول ينبوع ماء يحرسه ثعبان جهنمى مخيف! ترتشف كؤوس سعادة توهمتها، وتقطف أزهار المتعة قبل المغيب، بين طيات أثوابها سكب العشاق أنفاسهم، وعلى قدميها هرق الجبابرة قطرات دموعهم، وفى يديها المعطرتين وضع الرجال تنهدات أشواقهم.. وهكذا صـارت تتنقل من شـهوة إلى شهوة حتى نخرت قلبها هيكل اللذات! إن قلمى يرتعش وأنا أصف إمرأة رأت اسمها مكتوباً على الأشجار، منقوشاً على الصخور، محفوراً على الأحجار.. فلا عجب إن تلاعبت بقلوب وتحكمت في عقول، وسلبت أموال وكنوز.. فللشهوة سحرها وللذة بريقها، وهى كالعنكبوت إليه تأتى الفريسة، وبين خيوطه الواهية يأسـرها وهو قابع في مسكنه! إن شغف المرأة بحب مريض، لا يمجد سوى جمال الجسد، جعل حياتها كذبة هائلة، خطها الرياء بأحرف بارزة، فصارت دنياها بلا سماء، ولا في فضاءها نجوم، بل هناك غيوم وغيوم ووساوس من المجهول، لقد نامت كثيرا فاستيقظت في يوم من نشوة الهوى، فإذا بعشاقها قد تركوها كجرة خمر فارغة! لأنهم لم ينظروا إليها إلا من وراء نقاب الشهوة، بعد أن تحولت الفاتنة الحسناء إلى عقرب لاذع، شبح إمرأة شوهتها الخطية وأفسدت حسن جمالها، فصارت العيون تتأفف من رؤيتها، وتسير المرأة في طريق الحق إلى الحياة، تحمل في يدها اليمنى قارورة طيب، صبت فيها عصير ماضيها، وفى اليد الأُخرى ألم كبير وعناء كثير.. وبين هذه القارورة وتلك كان يوجد قلب كبير يحمل في أعماقه رجاء عظيم .. وهناك في بيت سمعان الفريسى، تمسح قدمى مخلصها وكأنها تـودّع حياة الإغـراء بلا رجعة ! ثم أفرغت قارورة الطيب على قدميه، ومعها قد ألقت كل آثامها على الأرض، فتحولت دموعها إلى كلمات من نور تطلب الرحمة والغفران، لم يقل الكتاب المقدس إنها تكلمت ! ولكن: أليست الدموع لسان يتكلم بكل اللغات! وهكذا أصبحت المرأة أمام رب المجد يسوع كتاب مفتوح قرأ سطوره وفسر آياته وفهم معانيه.. وأخيراً وصل إلى نهايته، فختمه بعبارة سماوية تمنينا أن نسمعها جميعاً في كل وقت ألا وهى: مغفورة لكِ خطاياكِ، لقد دخلت إليه مذنبة فخرجت مبررة، صبت على قدميه قارورة آثامها، لتملأها من عطر الرجاء ورحيق الغفران، وراحت تسكب منه على نفوس الخطاة إلى منتهى الأجيال! أرايتم كيف يُخرج الله النار من الحطب اليابس! ويستخلص القداسة من النجاسة‍ ! ويقطف الأزهار من الأرض الشائكة‍! فليصمت الإنسـان ليسمع تنفـس الطبيعة، وهـى تحمل أنفاس المرأة الخاطئة، لتُعلن حب الله للبشر
أمير يترك قصره ويرعى خنازير
الابن الضال + من كتاب الحب الإلهي
في حديقة مترامية الأطراف، تتلاقى في جوانبها الأشجار وتتعانق الأغصان، وتُعطر فضاءها رائحة الزهور، كان يوجد قصر بديع فسيح، طلى الحب جدرانه، وغطى الحنان بلاطه، وكست تيجان الورود أعمدته.. في هذا المكان المعبق بأرواح الملائكة الحائمة في الفضاء، عاش الابن الضال ينظر الرياحين وهى تتمايل مرنمة أناشيد سليمان والعصافير مغردة مزامير داود.. ولكن عطر الربيع لا يدوم فقد أتى الخريف بزوابعه، فالفتى الغض الذى لم يذق بعد خمر الحياة ولا خلها يحرك جناحيه ليطير، سابحاً في فضاء واسع ملبد بالغيوم، وفى يوم قضى النهار أنفاسه بين تلك الحدائق، وغابت الشمس تاركة على الأشجار قبلة صفراء، جلس الابن وحده يتخيل مناظر هى في الحقيقة أشباح، فشعر بعاطفة غريبة بثتها أرواح الشر في قلبه، الذى اختلت نبضاته، ثم أخذت تنمو إلى أن لفت بذيلها السام الطويل عنقه.. وقد كانت هذه الفكـرة الخبيثة الجهنمية أول فصـل فى رواية الابـن الضـال مع الخطيئة! لقد ترك الابن قصر أبيه ليحيا كعصفور ميت فى زاوية قفص حبكت ضلوعه يد شيطان ماهر، وينطلق الابن مسرعاً فى طريق الموت، كما لو كانت أجنحة شيطانية قد حملته إلى بقعة انبثقت من الجحيم، فعاش بين قوم عراة من الفضيلة، فى مكان لا تظهر فيه الشمس ولا يطلع فيه القمر، بل يتشح بظلام وظلام، فبانت تلك الخرائب كأنها جبار يهزأ به، فى تلك اللحظات شعر وكأن يد حريرية تبسط ثوبها على رأسه العارية لتغطى عاره، فنظر إلى السماء نظرة نائم أيقظه شعاع الشمس، فرأى طيف أبيه وتذكر عندما كان يسير معه والعفاف ثالثهما، والحب صديقهما، والقمر رقيبهما، ويعود الابن ويعانقه أبوه ويقبّل عينيه راشفة الدمع، وقال بصوت ألطف من نغمه الناي: إبني هذا كان ميتاً فعاش وكان ضالاً فوجد، وهكذا استيقظت الروح النائمة لأن فجر التوبة قد لاح ولم يعد أحد يسكب قطرة من مرارة الحزن، أو يذرف دمعة من دموع اليأس، لأن نسيم الصباح قد مر لتعود الحياة للزهور الحزينة النائمة! لقد ذهب إلى كورة بعيدة ليشرب كأس الموت، فلمت الشمس وشاحها الذهبي، وجلست أسرته تذرف الدمع على طين داسته الأقدام.. لكنه عاد فعادت الشمس هى الأخرى تُشرق بأشعتها المذهبة لتعيد إليهم الحياة، ومشى الحبيبان الابن وأبوه يتعانقان بين الورود والأشجار، وقد علق كل منهما على عنقه قلادة من ذهب قد كُتب عليها: لقد جمعنا الحب فمن يفرقنا
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://margerges1.yoo7.com
 
شخصيات من كتب الراهب كاراس المحرقى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشهيد العظيم مارجرجس :: منتدى الراهب كاراس المحرقى :: المكتبه-
انتقل الى: